كتب أحمد طه المعبقي
ننتظر من الاشتراكي والناصري اطلاق مبادرة للتخفيف من وطأة الحرب وإنهاء المعاناة الإنسانية .
ننتظر من الاحزاب المناهضة للحرب ، التي لم تتورط بتشكيل كيانات عسكرية خاصة بها ، وأخص بالذكر الاشتراكي والناصري ، نعول إن يلعبا دوراً رئيسياً للتخفيف من وطأة الحرب ،وإنهاء المعاناة الإنسانية ، من خلال اطلاق المبادرات وتقديم الحلول برؤية وطنية ، بعيداً عن إملأت الأطراف المستقوية بالسلاح ، أقصد الأطراف التي أدخلت البلاد في نفق مظلم وانخرطت في العنف المسلح ، وتسببت بأكبرأزمة إنسانية ، وعطلت الحياة السياسية ، لصالح تنامي الجماعات الجهادية المتطرفة .
على أي حال بعد ثمان سنوات حرب تبلورت قناعة لدى المواطن .، بإن جميع التكوينات المسلحة التي فجرت الحرب والتي تشكلت أثناء الحرب وتتصدر للمشهد الحالي ، و تأخذ حروبها العبثية بالوكالة ، غير جديرة بحماية مكتسبات ثورة سبتمبر واكتوبرالمجيدين ، وغير جديرة أيضا بحماية حاضر ومستقبل الحياة السياسية والديمقراطية في اليمن .
في نفس السياق كل المؤشرات أيضا تؤكد ، بأن المجتمع الدولي غير جاد في تخفيف وطاة المعاناة الإنسانية وإنهاء الحرب في اليمن ،
مالم تتبلور مبادرة برؤية وطنية لإنقاذ الموقف ، ستستمر دوامة العنف في اليمن إلى ما لا نهاية ، وستتفاقم المعاناة الإنسانية أكثر مماهي عليه ، والذي لم تخترق جمجمته رصاصة المتحاربين ، حتما سيموت أيضا بسبب الفاقة والمجاعة ، حينها سيتحول الوطن إلى جبانة كبيرة عرضها وطولها بعرض وطول البلاد. .
لذا يتطلب من الاشتراكي والناصري أن يدركا جيداً بأنهما ضمن مكونات الصراع السياسي ، وليس ضمن مكونات الصراع المسلح ، وهناك فرق شاسع بين الأول والثاني ، لذا ينبغي عليهما وعلى بقية المكونات المجتمعية والتيارات السياسية المناهضة للحرب ، أن يشكلوا معاً اصطفاف مدني واسع خارج عن الجماعات المسلحة ، والأحزاب المسلحة ، و تفعيل دورهم الريادي كقوى مدنية عريضة تسهم في أنسنة أطراف الصراع المسلح والتخفيف من وطأة الحرب وإنهاء المعاناة الانسانية ، تمهيداً
لنقل اليمن من دوامة الصراع المسلح إلى العمل السياسي وإحلال السلام