نبيل شمسان وصناعة الأزمات. محافظ يزدهر كلما اختنقت المدينة
عرفات عبدالرحمن
في مدينة تئن تحت وطأة الحرب منذ سنوات، تقف تعز اليوم على شفا الانهيار التام، ليس بالنار فقط، ولكن بسبب الإهمال المقنّن، والفساد المستتر، والحكم من خلف الكواليس. كل يوم يمر يُثبت أن بقاء المحافظ نبيل شمسان على رأس السلطة المحلية لم يعد مجرد عبء على المدينة، بل هو كارثة معلنة، يتوسع مداها وتتعدد وجوهها: دم يسفك في الطرقات، وأزمة ماء يُسرق الى جيوب سلطته المحلية، وكهرباء تُدار كدكان خاص، وأرواح تُسحق على طرق الموت..والمحافظ؟ غائب، صامت، أو متواطئ.
ما يجعل الوضع أكثر خطورة هو أن الأزمات في تعز لم تعد مجرد نتيجة طبيعية لظروف الحرب، بل أصبحت أدوات حكم بيد المحافظ نبيل شمسان. الرجل لا يدير المدينة عبر المؤسسات، بل عبر تفكيكها وتحويلها إلى أدوات ضغط ومقايضة. أزمة المياه لا تُحل، لأنها تُدر أرباحاً لشبكات بيع الماء المرتبطة بنفوذه. محطة كهرباء عصيفرة لا تُفعّل، لأن الكهرباء التجاري تنفخ جيوبه. الأمن لا يُضبط، لأن الفوضى تُضعف المجتمع وتُسكت الأصوات المعارضة. والطرقات لا تُرمم، لأنها تُبقي المدينة رهينة وتغذي حاجته لتبرير الفشل.
هو لا يحكم تعز رغم الأزمات..بل من خلال الأزمات.
يخلقها، يغذيها، ويُطيل أمدها ليستمر في الإمساك بخيوط اللعبة، ويُبقي الجميع في موقع المتسول لا المواطن صاحب الحق. النتيجة: محافظة مُنهكة، وسلطة فاشلة، ومحافظ لم يعد جزءاً من الحل، بل هو قلب المشكلة.
اليوم، لم تعد المشكلة في ممارسات نبيل شمسان فقط، بل في الإصرار على بقائه. في التغاضي عن فشله، في دعم منظومة الفساد من الأعلى، وفي كسر إرادة المجتمع المحلي، الذي صرخ مراراً: “كفاية عبث”.
إذا كانت تعز قد صمدت حتى الآن، فليس بفضل نبيل شمسان. وإذا أراد أبناء المدينة أن يتنفسوا من جديد، فلا بد من كنس هذا الفساد من جذوره، والبدء من حيث ينبغي: إقالة هذا المحافظ فوراً، فمدينة الثورة تُذل اليوم على يد سلطة فاسدة.