فاروق السامعي
هزمت النظرية الشيوعية احلامه الراسمالية البسيطة ، وأجبرته على مغادرة جنة عدن ، تأبط احلامه شمالاً ، وفي تعز حاول مجدداً الانتصار لأحلامه ، فداستها كوابيس اللبرالية تحت عجلات النظرية الوطنية ، والاصرار التعسفي على تجسيدها .
وبين شيوعية الاشتراكية والوطنية اللبرالية ، تنازل والدي عن احلامه وسنجته وأناقته ، وانحاز قلباً وقالباً لكومة الفحم .منذ تأميم احلامه في الجنوب ، ومصادرة حقه الخاص في التملك والمتاجرة الحرة ، لم يحمل للرفاق في ذاكرته إلا كرهه البرجوازي المسروق ، وإن استثناء من ذلك الكره “فتاح” الذي لم يكن راضياً عن تأميم المشاريع والأحلام الصغيرة .
ومنذ فرض قانون حظر الاستيراد الزراعي الذي أقرته حكومة اللبرالي “عبدالكريم الأرياني” عرف والدي أن أبواب احلامه غلقت ، وتم مصادرة اضغاثها ، وعليه أن يسود المستقبل ويقبل بكوابيسه القادمة .لذلك قبل “الفحام” أن يعتاش بصمت على كومته ، بينما كانت هي تبادله الحب ، وتعتاش على صحته وسنوات عمره .
ماتت أحلام أبي ، ومات هو كذلك ، تاركاً المستقبل الأسود لنا ، وكومة فحمية كانت تتلاشى و تلفظ أنفاسها يوماً بعد آخر ….