نزار الشعبي
حيثما يتواجد الإخوان، ينعدم الأمان. من يعتقد أن نموذج الدولة المدنية يمكن أن يتحقق في ظل حكمهم، فهو مجرد خرافة. فالإخوان المسلمين أصبحوا اليوم خطرًا كبيرًا على الدولة المدنية، إذ تشكل هذه الجماعة تحالفًا من جماعات وتنظيمات تستغل الدين لتحقيق أهدافها.
كيف يُمكِن لهذه الجماعات بُناء دولة مدنية وهي تُحَوِّل جَمِيع المُوَاطِنِيْن إلى جُنُودٍ يَقَاتِلُوْنَ بِصَفِّهَا؟ هذه الجماعات التي تتلقى أوامرها من مفتي الديار بقتل جَمِيْعِ الخصوْم وتصفية المُعارضِيْن لَهَا. هذه الجماعة التي تحالفت مع الإئْمة ضد ثورة 26 سبتمبر. نَفْسُهَا التي قاتلت في صف الملكية ضد الجُمْهُورِيَّة. كما أفتوا بقتل جميع الاشتراكيين في الجنوب، حسب اعتقادهم أنهم مرتدين عن الدين.وقد شن بعض الأشخاص حملة شعواء ضد اللواء 35 مدرع وقادته الوطنية، متهمين إياهم بالخيانة والعمالة والتعاون مع العميد طارق صالح . وقد أقدمت على اجتياح الحجرية بحجة وجود الطوارق فيها، وسيطروا على اللواء 35مدرع بالقوة العسكرية وأقصوا القادة الوطنيين من اللواء وشردوهم ونهبوا منازلهم وقتلوا أبناءهم. وكان هذا كله بذريعة أنهم مدعومون من الامارات.
ولتحقيق كل هذا، استغلوا المجاميع المنحلة وأصحاب السوابق لكي يكونوا أدواته في تحقيق مصالحه. شجع سلوكاتهم المنحرفة وأمدهم بالإمكانات والحماية لكي يثير الفوضى والانقلابات وإشعار عدم الاستقرار. استخدام هؤلاء لتأديب المعارضين لسلطته والخارجين عن الجماعة.
كان يعتقد أنه سيظل يسيطر على الأمور وأنهم سيبقون تحت رعايته وحمايته. لكنه لم يدرك أن دوام الحال من المحال وأن أفعاله ستؤدي إلى نتائج سلبية. قد يحدث انقلاب وأن يصبح هو هدفًا للانتقام. ما يزرعه الإصلاح اليوم، سيجني ثماره غدًا.
شعور الإصلاح بالانتصار الزائف على خصومه جعله يشعر بالطمأنينة، لكنه بدأ يجرب نفس المذاق الذي سبق وسقى به خصومه. حيث فقد السيطرة على قطعانه التي رباها على التخريب وشجعت على الفوضى.
وأصبح هؤلاء مصدر قلق وإزعاج بالنسبة له.لا شك أن المكر السيء لا يؤدي إلا إلى ضرر صاحبه.
إذًا، فإن ساسة الإصلاح يجنون الفشل والخيبات كنتيجة طبيعة لافعالهم. فالإخوان المسلمين وجماعاتهم لا يمكنهم بناء دولة مدنية، ويجب أن تتخذ الدولة إجراءات صارمة لمواجهتهم وحماية المواطنين من أفعالهم المدمرة.