رداد السلامي .. دموعك تمنح الإنسانية فرصة أخرى للحياة
المتوجع / جمال حيدره
“كالجياد الجريحة، لا أدري ممّا أعاني، ولا في أيّ معركة سقطت ”
تذكرت هذه العبارة التي وردت في رواية “شهيا كفراق ” للروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، وأنا أشاهد فيديو ظهر فيه الصحفي والأديب اليمني رداد السلامي وهو يبكي بحرقة، دون أن ينبس ببنت شفة.
لا أدري ما الذي دفع رداد للبكاء الهستيري، وما مصدر وجعه، ولا أظنه كذلك يعرف، من فرط الطعنات التي انغرست في ظهره، وصادرت صوته، واحساسه حتى أنه بدا غير قادر على أن يتبين مركز وجعه.
في بث مباشر ترك رداد الصحفي والأديب الذي قل نظيره، دموعه لتخبر آلاف المتابعين عن حال وصل إليه، وكأنه قد عينها ناطقا رسميا باسم ألم كبير يسكن قلبه، وجور ينهش آخر ملامح الإنسانية في زمن قاسٍ، وعديم الرحمة.
عرفت رداد ما قبل ١١ فبراير كان حينها شابا متوثبا على الحياة تلمع عيناه بذكاء وهاج، مثقف، وواسع المعرفة، وسابق عمره بعشرات السنوات، وله قلم أطول من جسده النحيل وتتهافت عليه عشرات الصحف والمواقع، ولا أدري بعد ذلك كيف سارت حياته، وأين استقر به المقام، إلى أن رأيته اليوم يبكي.
تألمت كثيرا لحال رداد، وأطرقت أتأمل زمنا ليس فيه للشرفاء والمبدعين والمثقفين من من موطئ قدم، فدموع رداد تمثل ملايين اليمنيين غير القادرين على البكاء، ذلك أن الدموع تتطلب قلوبا قوية وشجاعة، وفيها من المشاعر ما يمنح الإنسانية فرصة أخرى للحياة.
الرسالة الأخيرة لمعشر الصحفيين في اليمن وخارجها إذا لم تنتصروا لدمع رداد السلامي فلن تنتصروا لأي قضية أخرى، وما الصحفي إن لم تكن لديه قضية؟
ملاحظة:
الصورة للزميل رداد السلامي بعد أن ترك الصحافة، ويكدح في عمل شريف ليوفر متطلبات عيشه.