عبدالحليم صبر
كل رأسمالها البرامجي يكمن في مسلسل الدلال ، بالأضافه إلى ما سرقوه من أرشيف الفضائية اليمنية أثناء ثورة فبراير وما تبعها من أحداث . ذلك فقط هو كل الرصيد التاريخي لقناة “يمن شباب” التي تأسست بأموال مشبوهة سنأتي عليها لأحقا من هذا المقال ، واستمرت بتمويل ودعم لوجستي قطري.
دأبت القناة خلال عمرها القصير على التشويه الموجه بالتعمد لمحافظة ومدينة تعز ليل نهار. وبمقابل ذلك التشويه تجتهد بكل السبل غير المهنية والأخلاقية لتبيض سمعة الهضبة، وأعادة انتاجها، بما يتناسب مع مقاس الجيل الهاشمي الجديد.
ربما أمست صوتا إعلاميا موجودا بيد أن هذا الصوت إذا ما ذهبنا ننقب عن إرهاصات ميلاده سنجد أنه ليس وليد الظروف التي ظهرت فيه القناة إلى الوجود خلال عام 2011.
إن الجذور الحقيقية لهذه القناة ليست وليدة اللحظة القائمة وإنما تمتد إلى ما يمكن انه نوصفه بالقول أنها صوتا يعبر تعبيرا مكثفا عن حالة التطور الكبير لصوت القبيلة التسلطي … صوت نمى وكبر مستغلا التوسع الفضائي والالكتروني في عالم اليوم مثلها مثل قناتي سهيل وبلقيس.
كثيرة هي الأدلة والشواهد على أنها ليست إلا صوتا من أصوات العسقبلية الهضبوية يكفي من تلك الشواهد الموقف الذي أتمنى أن تلتحظونه معي :
في ال 30 من أكتوبر الماضى نشرت قناة يمن شباب تقريرا مطولا حول مهرجان لقبائل خولان.
تقريرا يدعوا فيه الشرعية إلى دعم بقية القبائل من أجل تسهيل عملية الانضمام للشرعية.
وليت التغطية توقفت عند هذا حد نشر تقريرها الإخباري حيث نشرت كلمة العميد الركن السعودي عون القرني قائد قوات التحالف في مأرب الذي اكد خلال كلمته على مواصلة دعمه للقبيلة بكل ما تحتاج من أمكانيات بعيدا عن أي صفة عسكرية او رسمية لهذا الكيان.
و في نفس اليوم تقريباً نشرت القناة ثلاثة تقارير حول المظاهرة التي نفذها (المهمشين) ضد اللواء 35 (وهذا موضوع سنتحدث عنه في منشور أخر ومن هو الممول لهذه المسيرة ).
بات واضحا للعيان إشكالية الانحدار المرعب للقنوات الفضائية صوب ما يمكننا توصيفه ب ” القحب الدني ” و كم سيكون جديرا بي أن أكون فاعل خير لفضح هذا الضرب أو النوع من ” القحب ” الجديد. تجسد هذا القحب مؤخرا على هيئة أسماء واشخاص ومؤسسات انتحلوا في ذلك صفة الوطن ، مع انه لا صلة لهم من قريب أو بعيد بالوطن والوطنية سوأ أنهم وجدوا مناخات آمنة لممارسة هذا القحب بشتى الطريق غير الشريفة .
فما هو القحب الدني ..؟
إنه ذلك القحب الذي أُنْتُزِعت منه كل طابع الرضا والقبول، وغلب علية صيغة الأبتذال والخسة والانتهاك .
– بعد يوم مضن وعمل دؤوب في مكتب القناة المطل على احدى البحيرات ينتهى (فهد المنيفي – المدير التنفيذي لقناة يمن شباب) من عمله اليومي وتوا لجواله للأتصال بأمه (حفظ الله امهاتنا جميعاً) التي تسكن بأمن وآمان في اعماق أعماق عزلة قدس( تحت حماية اللواء 35 مدرع ) … يحدثها عن العمل المضنك والدؤوب الذي يقوم به في منح وتوزيع الصكوك الوطنية لقائد مقاومة خولان منتزعا تلك الوطنية من العميد الحمادي الذي أصبح فوق لسانه فجأة مرتزقا وعميلا للأمارات.
وكعادته يحدثها عن أحدى أفضل المدارس التركية التي قيد أبناءه في فصولها الدراسية دونما ينسى اخبارها عن الشكاوى التي وصلت من المدرسة تؤكد فيها معاناتها من صلف أطفاله.
ـ وأثناء تبادل أطراف الحديث مع زوجه عن ضرورة تغير غرفة النوم التي اصبح عمرها بعمر اصغر اطفالها، ومن الصعب الاستمرار على هذه الحالة .طبعاً ، حديث اسري مثل هذا يعد مملا ومرهقا – أثناء حديثهما السامج- تقاطعهما مكالمة هاتفية من مدير برامج القناة ، يطلب رايه حول برامج اليوم يرد وسيم القرشي :
– حاولوا الضغط أكثر على عدنان الحمادي وفضحه امام الجمهور بحجة التآمر على اليمن مع الاحتلال العدواني الأماراتي …..!
في هذا السباق المحموم بين من يريد هدم عدنان الحمادي، وبين من يريد تغير غرفة النوم، غفلت قناة يمن شباب عملية توثيق نزوح المناضل والقيادي في حزب الاصلاح (عبده نعمان الزريقي قائد قطاع الحجرية) الذي قرر اخراج اسرته بصورة سرية للغاية من منطقة التربة.. و غفلت ايضاً عن توثيق دخول سيارة هيلكس غمارتين بلون أسود في مساء الأحد بتاريخ 28 أكتوبر 2018م،عبر طريق راسن والزعازع، إلى مدينة التربة، وهي محملة بالسلاح المتنوع والذخيرة.
الولادة المشبوهة للقناة
على بعد بضعة كيلومترات من مدينة التربة تقوم قرية وسيم القرشي التي يجتهد لأن تلعب دورا في الأحداث التي يخطط لها أن تنفجر بالمدينة وما حولها من عزل.
لا يستحي وسيم ولن يستحي أن يختلق هو وقناته ضد القائد الحمادي من الإساءات ما لا ولم ولن تخطر حتى على ابليس نفسه.
و أنى له أن يستحي وهو أصلا قد خلع عن وجهه ومن قلبه كل ما تبقى من صفات الحياء والاستحياء ليس في هذه الأثناء من عمر الحرب في اليمن بل منذ العام 2011 حينما كان المسؤول الصحي للمستشفى الميداني بساحة التغيير بصنعاء أثناء فترة الثورة الشبابية الشعبية.
لم يكن وسيم القرشي ضمن أولئك الشباب الذين استمروا يتظاهرون من يوم 15 يناير 2011 عقب سقوط زين العابدين بتونس حتى ليلة تدشين ساحات الحرية بتعز ب11 فبراير بصنعاء ؛ وساحة التغيير بصنعاء ليلة 19 فبراير … لم يكن وسيم موجودا في أي من المسيرات اليومية التي استمرت في العاصمة على مدى أكثر من شهر.
كان وسيم لايزال عاطلا عن العمل منذ تخرج من كلية الصيدلة في النصف الثاني من العقد الماضي.
لم يكن لوسيم أي صلة بالإعلام بمختلف اشكاله سوى أنه كان صديقا لبعض إعلاميين تلفزيونيين بالفضائية اليمنية ينتمون لحزب الإصلاح لكنهم على قدر كبير من المهنية والوعي ولذلك لم يستفد منهم الحزب لأنهم ليسوا ممن يمكن أن يقول حاضر مرحبا على عكس وسيم.
كان فقط يجلس إلى أولئك الإعلاميين وكان معروفا انه كالحمل الوديع…. لا يستطيع أن ينطق بضع جمل تعبيرية بشكل دقيق.
عندما بدأت ساحة التغيير وأسس مستشفى ميداني بالساحة.
تبرعت عشرات شركات ومؤسسات أدوية تجارية بأدوية لعلاج واسعاف الجرحى. كانت التبرعات ضخمة سواء بالأدوية أو بمبالغ لشراء الأدوية. كان وسيم القرشي هو المسؤول الأول عن تلك الأدوية والأموال باعتبارها المسؤل الصحى للساحة.
أختفى القرشي فجأة لمدة وجيزة عن الساحة… ارتفعت أصواتا تتحدث عن متاجرة بالأدوية التي لم الساحة بالحاجة إليها من التبرعات … كون الاحتياج تركز على نوع معين من الأدوية وهي المتصلة بالاصابات في المسيرات.
ثمة تقارير إخبارية نشرت في مواقع مختلفة تشير بأدني تقدير لتلك الأدوية والمبالغ تقدر بثمانين مليون ريال.
ما ان أختفى وسيم القرشي عن الساحة حتى بدأ بث تجريبي لقناة جديدة باسم قناة يمن شباب سرعان ما عرف انها تتبع وسيم القرشي.
يا سبحان الله من عاطل عن العمل قبل بضع شهور إلى مالك أو رئيس قناة جديدة.
يقال انه تلقى دعما من الجنرال علي محسن ومن الشيخ حميد الأحمر ومن أشخاص وتجار يتبعون حزبه الإصلاح و بطريقة غير مباشرة كان هناك مساهمة من جمعية الإصلاح الخيرية.
انطلقت القناة باسم قناة يمن شباب.
قناة تنتهج مسارات متناقضة فتظهر كأنها قناة حداثية من حيث تغطيتها لأغان عاطفية ووطنية وبالمقابل تشتغل ضد كل ما له صلة بالتحديث الفكري والتحديث والتمدين للمجتمع والدولة.
مضت القناة على نحو انتهازي حتى باختيار العاملين فيها بالإدارة التحريرية والبرامجية داخل القناة أو المراسلين.
إلجميع من ذات الإطار السياسي الواحد.
لا تنتقي صحافييها الا من الشباب الفقير الطامح الذي لا حول له ولا قوة ولا يملك إلا أن ينفذ ما يطلب منه من وسيم القرشي الذي يعد شوكة الميزان بين القناة والمشائخ والتجار والقيادات الحزبية للإصلاح.
من المفارقات الكبيرة للقناة كيف كانت تنطق باسم القائد الحمادي عند بداية الحرب مع المليشيات الإنقلابية ؟
كيف كانت تغطي انتصاراته ..؟
وكيف انتكست غير مستحية أن تقلل من اللواء 35 مدرع وقائده وكافة افراده.
إنه من الطبيعي أن لا تبقى لدي القناة اي حياء وخجل جعلها تستمرأ بكل تلذذ تغير مواقفها بشأن الرجل الذي كان بالأمس يصفونه بالقائد الأول الذي صمد ضد الميليشيات الإنقلابية وأعاد للعسكرية شرفها وبين أن يصفونه بالمرتزق والعميل للامارات.
نعم من الطبيعي انعدام الحياة عند هكذا قناة يرأسها من فقد الحياء كاملا يوم استولى على أموال وأدوية كانت موجهة للثوار والمعتصمين.
من الطبيعي أن يفقد الحياء قيمته لدى قناة لا تحمل مشروعا وطنيا بقدر ما تحمل من مشاريع صغيرة صغر أصحابها الذين يدعمونها لمصالحهم.
6،نوفمبر 2018م