التهميش والتمييز حسب المنطقه ضد المجتمعات الريفية: معاناة في الحصول على التدريب والتأهيل.
نزار الشعبي
تتعرض المجتمعات الريفية للتهميش والتمييز وفقاً لمعايير الفساد بشكل مستمر من قبل بعض المؤسسات الإنسانية، مما يعمق الهوة الاجتماعية والاقتصادية بينها وبين المدن و أحد هذه الأمثلة مؤسسة “تمدين شباب”، فقد نقلت مكان مركزها التدريبي من موقع وسطي هو معهد الهياب، والذي يتوسط أربع عزل: الجبزية والانبوة والاقروض، والشعوبة إلى منطقة الصنة والتي تبعد حوالي خمسة عشر كيلومتر.
تأتي هذه الخطوة في ظل ظروف صعبة تواجهها هذه المجتمعات الريفية؛ حيث يعيش ابناؤه بمناطق جبلية تفتقر لوسائل النقل، جراء وعورة الطريق كما أن الكثير من السكان هم من ذوي الدخل المحدود.
الجدير بالذكر أن أغلب الملتحقين بالمركز التدريبي هم من النساء، والتي تواجهها التقاليد والعادات الاجتماعية التي لا تسمح بخروجها إلى مناطق بعيدة.
وأغلب الملتحقين في الدورات التدريبية التي تقيمها المؤسسة هم من سكان هذه العزل، بما في ذلك المدربين .
وبرغم من المتابعة المستمرة من قبل أعضاء مجالس القرى والأعيان والأهالي لإعادة المركز إلى موقعه السابق، ليتاح للجميع الالتحاق بالدورات التدريبية، التي ستساهم بشكل كبير في توفير فرص العمل للشباب، إلا أن كل محاولاتهم قوبلت بالرفض التام من قبل المؤسسة والسلطة التنفيذية الرسمية بمديرية المعافر .
لذلك، يجب على جميع المواطنين والمجتمع المدني الوقوف معًا لمواجهة هذا التمييز والعمل على تطبيق قيم العدالة والمساواة والاحترام للجميع دون تمييز.
إن مثل هذا الأفعال تعتبر انتهاكًا صريحًا للمعايير الدولية للعمل الإنساني، التي تنص على عدم الانحياز وتقديم المساعدات بحياد وفقًا لحاجات الناس.
وبالنسبة للتدريب المهني، يجب أن يتم توفيره بطريقة شاملة ولا يجب أن يتم التمييز بين المتدربين والمتدربات بناء على حسب المناطق التي يعيشون فيها.
كما يجب على المؤسسات الإنسانية أن تتحلى بالتواصل الفاعل والاهتمام بالثقافات المحلية والتحدّيات التي تعاني منها المجتمعات الريفية، وذلك للمساهمة بشكل فعّال في تنميتهم ودمجهم في المجتمع الأكبر بشكل متكافئ.