رحل أحد عمالقة النضال المدني
كتب أحمد طه المعبقي
مات الشخصية الاستثنائية الباحث و المهندس الزراعي الدكتور حمود مقبل المقطري رئيس نقابة البحوث الزراعية ورئيس تكتل نقابات محافظة تعز .
كان الصديق حمود دائما يقول لي ، حياة اليسار واستمراره ، مرهون بالعمل النقابي ، فعلاقة النقابات بالقوى اليسارية مثل علاقة الروح بالجسد – حسب وصفه .
كان يقول : لايمكن الحديث عن يسار مالم يكون هناك نقابات حقيقية تنتصر لحقوق العمال وقطاع الموظفين .
الصديق حمود من مؤسسي ساحة الحقوق والحريات وهي ساحة مهتمة بالشأن الحقوقي تشكلت هذه الساحة بعد عامين من اندلاع الحرب ، وكان المهندس حمود أحد قادتها التنظيمية .
اسهم حمود هو ورفاق دربه في اللجنة التنظيمية ، من تحريك أول مسيرة راجلة إلى عدن في عام 2017 م عرفت هذه المسيرة بمسيرة البطون الخاوية ، وكانت هذه المسيرة أول انتفاضة حقوقية مطلبية استطاعت استعادة رواتب موظفي محافظة تعز المنقطعة ، حيث عملت اللجنة التظيمية لساحة الحقوق والحريات الذي يعتبر حمود أحد قادتها من تحقيق حراك مدني ضاغط على السلطات وانتزاع العديد من الحقوق ، في مرحلة عصيبة وحرجة ، مرحلة تعطلت فيها الحياة المدنية وجمدت الأحزاب ومنظما ت المجتمع المدني نشاطها المدني ، إلا أنه ظلت اللجنة التنظيمية لساحة الحقوق والحريات ولجانها الحقوقية هي الصوت المدني المعبر عن تعز .
على العموم هذه الحرب القذرة التي قتل إنسانية الإنسان ودمرت الحياة المدنية ، وتسببت في أحداث أكبر كارثة إنسانية في تاريخ المعاصر ،برغم من بشاعتها ، إلا أنه لم تستطيع أن تهزم الروح المدنية المتفانية التي أتسم بها أحد عمالقة النضال المدني السلمي ، المناضل حمود مقبل .
هكذا غادر حمود دنياه عفيفا و نظيف اليد ، ظل يصارع الموت في مستشفى حكومي يفتقر لى أبسط الخدمات الصحية ، مات حمود كما يموت شرفاء هذا الوطن دون عناية طبية ودون أي لفته من قبل السلطات ، حيث لم تكلف السلطة المحلية والحكومة اليمنية نفسها من القيام بأبسط واجبها تجاه هذا العملاق والمدرسة الوطنية في الشرف والنضال.
وبهذا المصاب الجلل نبعث خالص العزاء والمواساة إلى جميع شرفاء الوطن وإلى أسرة الفقيد .