ضع اعلانك هنا

هذا هو عبدالرحمن أنيس .. أنه سِراجِنَا الدَّائم !!

هذا هو عبدالرحمن أنيس .. أنه سِراجِنَا الدَّائم !!

 

🖋️ عبدالعزيز سبعين :

 

لََا زِلْتُ أَتذَكر هذَا العنْوان اَلذِي جاء – يَومُها – مُدَونا بِالْخطِّ اَلعرِيض على ورقية احدى الصحف العدنيَّة خلال أَيامِي الدِّراسيَّة اَلأُولى بكلية الآداب (الإعلام حاليا) ؛ للْعام الدِّراسيِّ 2008 – 2009م .

 

فِي الحقيقة أقرَّ بِأنَّني – وَقتُها – لَم أَستوْعِب مدى الامْتيازات اَلتِي يمْتلكهَا زمِيلنا بالدفعة عَبْدالرَّحْمن أنيس ، ولم أحتسب لعُلُو كَعبِه المعْرفيِّ ولا لتفوُّقه العلمي ، وَهذَا كوننا لانزال في بداية مطاف زمالتنا ومشوار أيامنا الدراسية الأولى في صرح الكلية ، أي اننا لم نتعرّف على بعضنا ولم نلتقِ إِلَّا لِمامًا . . .

 

لَم تَمْضِ إِلَّا أَيَّام مَعدُودة ! وإذا بالزَّميل أنيس يُؤكِّد وَيثبِت جَدَارتَه ويبسِّط نُفوذه وَيفرِض سطْوته المعْرفيَّة المشْروعة والشَّريفة دَاخِل القاعة الدِّراسيَّة وخارجهَا ، وذلك من خِلَال طَرحِه ونقاشه مع الدَّكاترة ومعنَا نَحْن زُمَلائِه بالقاعة ، وهذا الذي جعل البعْض مِن الدَّكاترة يُتيح له اَلفُرصة لِيقدِّم المحاضرات بالإنابة عنه ، في الوقت الذي كُنّا -نَحْن الطلاب- نقابل شرحه بإنْصَات وتفاعل طِيلة المحاضرة ، وهذا كان بِقناعة تَامَّة وإذعان (مُسْلِم بِه) بناءاً على جدارة زميلنا وإمتلاكه قدرات ومهارات معرفية عالية تفوّق فيها على جميعنا ، وهذا ما حثنا وألزمنا على الاستماع والمشاركة دون الفكير بإنه زميلنا ؛ والأهم هو تقبّلنا لتلك الحقيقة الدامغة في زميلنا أنيس الذي فرض نَفسَه وأثبت كفاءته وتفوُّقه عليْنَا ، بل وتفوُّقه على نَفسِه وسنِّه ..

 

تخيَّلوا مَعِي !!

فِي سنة (أُولَى وَثانِية) كان أَكبَر إِنجَاز نَطمَح إِلَيه (نَحْن الطُّلَّاب) هُو أن نُرْسِل مقالا إِلى إِحْدى الصُّحف على أمل ان يُنشر فِي صَفحَة قُراء هَذِه الصَّحيفة أو تِلْك ، بيْنمَا زِمْلينَا أنيس كان -يَومُها- يشغل مُدير تحْرِير صَحِيفَة الأمناء ، وَكذَلِك مُدير تَحرِير مُلحَق مَشاعِل التَّابع لِصحيفة ومؤسَّسة 14 أُكتُوبَر ، بالاضافة الى توليه إدارات وتحرير اَلعدِيد مِن المواقع الصَّحفيَّة الذائع صيتها آنذاك.. (مفارقات شاسعة بين زملاء دفعة واحدة).

مَا يَنبَغِي التَّنْويه إِلَيه هنا هو أَنَّه -تَولَّى- مَهَام مُدير تَحرِير صَحِيفَة 14 أُكتُوبَر الرَّسْميَّة لِعديد سَنَوات ، كأصْغر صَحفِي يمني يَتَولَّى منصب رئيس تَحرِير صَحِيفَة رَسمِية على مدى تاريخ الصحافة اليمنية .. وهنا يكون أنيس قد سجّل ونحت أسمه بأحرف من نور في سماء وتاريخ الصحافة..

 

لا نختلف أنَّ الصَّحَفيَّ عَبْدالرَّحْمن أنيس سليل عَائِلة صَحَفيَّة عدنية عَرِيقَة ، وَهذَا – لَاشِك – سَاهَم فِي تَوفِير البِيئة المُحَفزَة لَه ، لَكِن -قَبْل هذَا كُلُّه- لََا بُدَّ أن نُدْرِك يقينًا بِأنَّ البيئة وحدها لَن تَكُون #مُجْدِية #قطُّ إِذَا لَم يُرافقْهَا توجيه سليم من الأبوين وجدٌّ واجْتهاد ومثابرة وَطمُوح ذَاتِي كمَا فعل ويفْعل الألق عَبْد الرَّحْمن اَلذِي عرفتْه مُجْتهِدًا ومتفوِّقًا على نفسه وزملائه..

لَقد ترعرع أنيس وعاش مع المهْنة الصَّحفيَّة فِي تَناغُم ملحوظ وانْسجام مرموق، ومارسهَا مُنْذ نُعُومَة أَظافِره بحب وشغف وعطاء ، لِيتْقنهَا حقَّ الإتْقان ، ويعزف ألحانها على أصوات الدان ، لتصبح #معْشوقته الدائمة التي يتغزّل فيها وينسج أمام سمو سلطتها أبياته العفيفية والمشروعة (بمهنية ومصداقية ودقّة وتمكّن وإقتدار) ، ليؤمن ويجزم بان التفريط أو التَّخَلِّي عَن معشوقته بات مستحيلاً حتى وان بلغت متاعبها عنان السماء ، وَلِهذَا لََا غَرابَة إِذَا أَصبَح اليوْم هذَا الصَّحَفيِّ (نارٍ على عِلْم) و واحِد مِن أَبرَز وألْمع الصَّحفيِّين فِي عدن والْجنوب والْيَمن عَامَّة .

نَعِم .. هَكذَا كان اِبْن عدن ، وهكذَا أَصبَح بارادته واجْتهاده وكفاءته؛ وليْس مَا هُو دُون ذَلِك.

 

أنيس . . . الصَّحَفيُّ الإنْسان :

بِالْعوْدة إِلى العنْوان اَلذِي لَم نَستوْعِب حقيقَته يَومُها (مَا إِذَا كان أنيس سِرَاج دَائِم بالفعل أم لََا) ؟؟!!

مُنْذ سَنَوات تَجدُّد تواصليٍّ مع اَلزمِيل والْأخ والصَّديق أبًا مُلَّاك بواسطة الفيْسبوك ؛ ومنها أَدرَكت وَأَيقنَت أكثر بما يكتنزه هذا النور ، إذ لَامسَت – فِعْليًّا – حَقِيقَته كصَّحَفيِّ ألق وإنْسان جميل ينتمي لجذور عائلة متأصلة المنبت وطيبة المنشأ والعشرة ، ولا شك ان هذه السمات تجعلك (كإنسان) توّاقاً لتتشرّف بمعرفة أمثال هؤلاء ، وحقيقة لَا أنكرها بإنني لا زِلْتُ أَقتَبس مِن سُطُوع سراجه المنير ووميض نوره البهيج كُلمَا أحلَّ عليّ الظَّلَام .

أَنَّه عُنْوانًا لِلْمحَبَّة والْإيثار .. انه معْطَاء دَائِم وزاخر بالمحبة والخير .. فلَم يَبخَل يَوْماً عَلِي بِالْمعْلومة أو التَّوْجيه أو الإرْشاد مُنْذ عرفتْه ، بل إِنَّه – دوْمًا – يسْألني عن أعْمالي ونشاطاتي لِحَتى يُزَودنِي بأقبَاس مِن نُوره وخبراته دُون حَتَّى أن أَطلُبه ، #فَيجُود عليّ وَعلَى طُلَّابه وَكُل مِن يحْتاجه دُون مَن أو أذى أو ضجيج..

 

هل أدركتم الآاان وأيقنتم أنه- بالفعل- سراجنا المستنير والدائم؟؟؟

 

هنيئا لنا ولطلابك فيك، وهنيئا لك هذه النجاحات، وعقبى المزيد منها وتحضير الدكتوراه، وهنيئا لوالديك ولبنتيك الجميلتين اللتان ستفخران وستظلان تفخران فيك أمد الدهر…

 

#تأكد وثق بأن هناك- في الأفق القريب يلوح- مستقبلا واعدا ومشرقا وعريضا بانتظارك .. حدسِنا يقول ذلك، وثقتنَا فِيك أَكبَر يَا زَميلِنا المتألِّق أبًا مَلَاك …

كُنَّ بِخَير يَا حُبيْبِي …

ليحْفَظك اَللَّه مِن كُلِّ شرٍّ ، ويبعد عنك كل مكْروه وجميع من تُحِب.

————-

عبدالعزيز سبعين

24/نوفمبر/2023م.

ضع اعلانك هنا