ضع اعلانك هنا

من مقدمة كتاب (حرب العصيد.. جنايات يحيى حميد الدين على اليمنيين)

من مقدمة كتاب (حرب العصيد.. جنايات يحيى حميد الدين على اليمنيين)

 

 

لم يَكن مَقدم يحيى بن الحسين الرسي إلى صعدة بِطلب من بعض أعيانها إلا بداية لتوالي قدوم الطامحين من أبناء عمومته وغيرهم من الأدعياء، وبازدياد توافد أولئك الطامحين؛ ازداد التنافس فيما بينهم، لترتفع وتيرته أكثر خاصة عندما هَجر أبناء القبائل الشمالية مَزارعهم، وحملوا أسلحتهم لمُناصرة هذا القادم أو ذاك، وجعلوا جُغرافيتهم المُستلبة أرضًا مُلتهبة بالدم، ومُكتظة بالصراعات، ولا تتوقف على ظهرها مَعركة إلا لتبدأ أخرى أشد ضراوة.

 

أنعش الأئمة السلاليون – على مدى تاريخهم – أسوأ ما في القبائل الشمالية، وخلقوا لها المُبررات العقائدية لجعل الفيد دينًا، والتسلط رجولة، وأغـرقوهم في الجهـل والتوحش، وجعلوهم يحتقرون الأعمال الزراعية، والمِهن الحرفية، والأشغال التجارية، ورسخوا فيهم التمايز الطبقي، والاستعلاء الفارغ، على اعتبار أنَّ من ينتقص ممن هو – كما يعتقد – أدنى منه نسبًا؛ فإنَّه يقبل أنْ يكون عبدًا مطيعًا لمن هو – كما يعتقد أيضًا – أعلى منه نسبًا.

 

قدمت تلك الإشكالية المُتجذرة خُلاصة مأساة اليمنيين، وهي المأساة التي تَجسدت ببروز مُسميات: (أخدام – أبناء الخمس – يهود – شوافع – زيود – قبائل – سادة)، وهي مُسميات تمييزية عُنصرية استفاد منها أولئك الأئمة السلاليين أيما استفادة، ولن يتحقق – قطعًا – انتصار اليمنيين الأحرار عليهم وعلى فكرهم الدخيل إلا بالقضاء على تلك المسميات أولًا.

 

الكاتب بلال الطيب

ضع اعلانك هنا