ضع اعلانك هنا

مواطن يمني يوجه رسالة إلى جماعة الحوثي ، ماذا جاء فيها ؟

مواطن يمني يوجه رسالة إلى جماعة الحوثي ، ماذا جاء فيها ؟

 

أنتم مثل غيركم من الناس أبناء البيئة الاجتماعية التاريخية التي ولدوا فيها و لا أحد يستطيع اختيار أباه أو أمه أو البيئة التي يولد فيها، و لذلك مفهوم أن تكون لديكم رؤى قديمة عمرها أكثر من ألف سنة لدى عصبية أسرية معينة تفهم الإسلام الذي وجد للناس كافة.. على أنه فضل أسرة معينة على العالمين لأنهم أبناء بنت عليه الصلاة و السلام و زوجها علي بن أبي طالب ابن العم كرم الله وجهه متجاهلة الآية 40 في سورة الأحزاب ( مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ وَ لَٰكِن رَّسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ وَكَانَ اللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمًا ) و ترى أن الإسلام له دولة و هذه الدولة يجب أن يقودها بل يملكها و لا بد هاشميون أو طالبيون أو فاطميون و هذه أفكار و آراء تعتبرونها كما يبدو مثل بعض أسلافكم عقائد دينية أو هكذا.. و أكثر اليمنيين تجاوزوا رؤاكم الأسرية العنصرية هذه و أمثالها حتى المنتمين للمذهب الزيدي في أكثرهم لم يعودوا على قناعة بذلك بل وحتى بعض هاشميين كبار عرفناهم أو عاصرناهم و بعضهم بين ظهرانيكم يحاولون نصحكم الأن من مواقع وطنية يمنية مخلصة مثل الأخوة الأساتذة المحترمون عبدالعزيز البغدادي و حسن حمود الدولة و الدكتور إبراهيم إسماعيل الكبسي و غيرهم و غيرهم.. والبعض معكم كأنهم يجارونكم و يسايرون اندفاعتكم الطائفية الأسرية شبه العنصرية بينما قناعتهم بها ضعيفة لولاكم و جمهورية ما بعد أغسطس 68 مسئولة إلى حد كبير عن ذلك أيضاً عدا مرحلة الحمدي القصيرة لأنها أهملت محافظات شمال صنعاء و شرقها و أبعدتها عن اهتمامها لأنها في صف السلطة و احتياطي لها فلم يصلها من تأثيرات ثورة سبتمبر 62 و جمهوريتها على محدوديته إلا أقل القليل.

و لو كان من يتبناها هذه الرؤى و التصورات طائفة من الناس أو حزب سياسي معين لما كانت مشكلة و كان الحوار الموضوعي الهادف و الصبور يمكن أن يوصل الناس إلى تفاهمات أو طرق للتعايش و لكن المشكلة أنكم استوليتم على سلطة الدولة و تريدون فرض خياراتكم الأسرية التراثية على شعب كبير عظيم عاش تجارب حديثة غنية على كل صعد الحياة و ان انقطعت مؤقتاً في الشمال و الجنوب و تفاعل مع حركة تحرر عربية وعالمية كبيرة و تاريخية مهما تعرضت للكيد و التآمر الخارجي و الداخلي وعرقلت.. إلا أن تأثيراتها الفكرية و السياسية و المعنوية كبيرة في ذاكرة الناس و أكبر منها في آمالهم… و تجربة سنوات ثمان بين أيديكم و مشكلتكم أنكم تريدون فرض هذه الرؤى الأقلوية و غير الصحيحة و المتخلفة من مواقع الحكم و التحكم بالقوة و الغلبة و بالتالي تحدثون تناقضات كبرى تؤسس لانقسامات و صراعات كبرى قائمة و محتملة في البلاد اليمنية المرهقة.

أخوتنا و خصومنا تفكروا بدأتم كقوة تستغفل المجتمع تتكلم عن مظلمة لصعدة و عن حقوق الشعب اليمني.

و أخفيتم علاقتكم الوثيقة بإيران فظهرتم بعد ذلك كقوة غزو من الداخل كما عبر رائي اليمن الجميل عبدالله البردوني و تسيدتم السلطة لا ضد دكتاتورية علي عبدالله صالح و لكن بالتعاون و التآمر معه ضد ثورة شعبية سلمية على مشارف انتصارها.

مشروعكم إعادة ماضي تولى.. تتحدثون عن مسيرة قرآنية و الواضح أن مشروعكم مدعوم اقليمياً و دولياً من دول و قوى مناهضة لمسار الثورة اليمنية المركبة من ثورتين في الشمال و الجنوب.

أذكركم لقد أعطيتم نجاحات و انتصارات عسكرية و سياسية كبيرة بدون معارك ( بلا حرب ) في الحديدة و نهم و الجوف و كتاف و وادي آل أبو جبارة و غيرها و نقل إليكم السلاح بأنواعه من عمان و المهرة بتدبير غيركم لماذا؟ فكروا و تأملوا..

و تتحملون مسئولية ربط اليمن بالطموح الاقليمي لإيران الجارة في الجوار المتوسط و المسلمة ..التي هي اليوم قوة اقليمية عظمى و ربما نووية حتى لكنها مع احترامي و تقديري لا تشكل نموذجاً لطرف اقليمي جاذب قادر على الإسهام في بناء علاقات الإخاء و التعاون و التنمية المشتركة و الأخوية و العادلة بين شعوب المنطقة العربية الإسلامية للأسف للأسف فيما عدا نموذجيتها في تحقيق التقدم التقني على الصعيد العسكري فأن حياة شعوبها أو شعبها ترهقها قترة بلد غني و شعب فقير أو مفقر مضطهد و مقسم قوميات و طوائف لا تربطها علاقات إخاء و وئام و غير حائزة على حقوقها و حرياتها الاجتماعية و السياسية. و نظامها السياسي له العجب متعدد الأدوار و مزدوج أو شبه مزدوج جزء شبه ديمقراطي و جزء ثيوقراطي مطلق و مغلق.

و علاقاتها بكل الإقليم حولها ملتبسة و معقدة و غير سلمية للأسف حتى الآن. و هي إلى التخلف الاجتماعي و السياسي أقرب منها للتقدم و لن أزيد و من عرفها عن قرب لديه أكثر ربما…

و هناك بيدها الآن أربعة عواصم عربية تتبعها كما يقول بعضهم فيها مشكلة الاستعمار القديم و الجديد و إسرائيل ربيبتهم كانت و ماتزال مع حركة التحرر الوطني العربية التي طردت الاستعمار القديم و حررت البلدان العربية منه و تحاول التحرر من التبعية للاستعمار الجديد و من إسرائيل.. و لا مشكلة كبرى جدية لهم مع حركة تحرر إيرانية أو ما شابهها في الإقليم المجاور و تظهر إيران في زماننا حمية في تقسيم العرب و البحث في اختلافاتهم الثانوية و استخدامها لتمزيقهم إلى طوائف و شيع بصيغ و شعارات ماضوية في جوهرها لا علاقة لها بحياة و كفاح الشعوب في زماننا و بأدوات السلاح و العنف.. ولا تخدم هدف شعوب الأمة العربية في الانفكاك من التخلف و التبعية للإمبريالية الغربية و بناء حياة سعيدة عزيزة.

( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ) هكذا وجهنا تعالى جل جلاله آية (3) في سورة المائدة و نطق بها صلى الله عليه و سلم في حجة الوداع.. و في حديث هام قبيل وفاته أشهد الناس و قال ما معناه أني لم أحل لكم إلا ما أحله القرآن و لم أحرم عليكم إلا ما حرمه القرآن (الجزء الثاني من تاريخ الطبري)..

اكتمل دين الله الإسلام في حياة عليه الصلاة و السلام محمد بن عبدالله.. و المذاهب وجدت بعده بعشرات السنين فهي اجتهادات بشر يخطئون و يصيبون.. و الاثني عشرية و الاسماعيلية و الزيدية و السنية و غيرها كلها اجتهادات بشرية و محاولات حكم اليمن وفق مذهب الزيدية و أسرها السياسية عمرها في اليمن أكثر من ألف عام.. و ليتكم لحقتم بآخر عهد أئمة بيت حميد الدين لتروا صورة اليمن و تقارنوها بصور الحياة في بقية البلاد العربية و العالم في خمسينات و ستينات القرن الماضي.. و لكنكم تعلمون ربما أكثر من غيركم بحجم التضحيات البشرية و المادية التي تكلفتها اليمن لديكم و لدى قوات الشرعية و لدى الجنوبيين جراء محاولتكم الانفراد بحكم اليمن في هذا الزمان و عاد المهمة لم تكتمل و المراحل طوال.. مارستم دوركم بحزم و عزم يدل عليها حجم الألغام التي زرعتموها و أعداد المساجين و السجون و طرق إدارتها القاسية لديكم و مارس خصومكم في الحرب الأهلية و الإقليمية برخاوة و تفكك و اضطراب عجيب؟

يتبع…….

ضع اعلانك هنا