ضع اعلانك هنا

من كتاب (حرب العصيد.. جنايات يحيى حميد الدين على اليمنيين)

من كتاب (حرب العصيد.. جنايات يحيى حميد الدين على اليمنيين)

 

دخل قضاء ريمة نفق الإمامة المُظلم، وكم من نفوس أزهقت، وأموالٍ نُهبت، وحُرماتٍ انتهكت، وكانت مناطق خطوط التماس هي الأكثر تضررًا؛ وذلك لكثافة القوات الإمامية المُتواجدة فيها، وفي وادي الشعرور مثلًا، والواقع شرق قرية المحربة التابعة لعُزلة بني شرعب، حاول أحد العساكر الإماميين الاعتداء على إحدى النساء، فما كان منها إلا أنْ دافعت – كما أفاد الدكتور محمود أبو بكر – عن نفسها، فيما صدحت أخرى مُناصرة لها بهذه المُلالاة:

يا مشرقي ياللي شواربك زَرب

هـاتوا الفـريقة شـانمكنـه ضرب

 

وفي إطار ذات العُزلة أيضًا، كان هناك – كما أفاد الدكتور محمود أبو بكر – قائد إمامي يُدعى (العُقَيدة)، يَعمل مُساعدًا للعامل علي عُمر المقداد، ويقيم في قرية المشماط بمنزل يُقال له (بيت الراوي)، واشتهر بجبروته وتعديه على المواطنين المُسالمين، وقد وثقت إحدى الملالات الشعبية تعديه على إحدى النساء، هذا نصها:

وانا اشهدك يا الله على العُقَيدة

يَحْـرِب من الطاقة على الوليدة

 

هناك في ذات الصدد أغانٍ شعبية كثيرة وثقت لتعاظم الرفض الريمي للتواجد الإمامي، منها هذه الـمُلالاة التي كُنَّ نِساء عُزلة بني شرعب يرددنها تشفيًا بهزيمة القائد الإمامي السابق ذكره (العُقَيدة)، الذي لقي مَصرعه حينها، ودفن في قرية المشماط، وقد أمدنا بها – أي الـمُلالاة – الباحث علي حسين الزبير نقلًا عن والدته، ويقول نصها:

يا شيخنا إدريس يا مَرحبا به

خَـلَّى العُقَيـدة بال بـيـن ثيابة

 

كما كان لاتخاذ الشيخ علي عمر المقداد قرية المشماط – التابعة لذات العُزلة – مركزًا لناحية بلاد الطعام، الأثر الأكبر في تعاظم تلك الانتهاكات؛ وهو الأمر الذي جعل الشيخ حسن أحمد الزبير يُسارع لإيجاد حل لهذه المُعضلة، والأخير عاد من جبل بُرع بموجب عفو عام صدر حينها، وتمثلت مهمته المُستجدة بقيامه بجمع 200 ريـال فرنصي من أبناء منطقته (بني شرعب)، وإقناع العامل بالانتقال إلى منطقة بني نديب، وجعل الأخيرة مركزًا جديدًا للناحية، وهو ما تم، ولكن بعد حين، وهي – أي بني نديب – كانت حينها أحد مَغارم عُزلة الجِمام، وتحولت فيما بعد إلى عُزلة مُستقلة، مثلها مثل مغارم العساكرة، والعُر، والتالقة.

 

طَوى مُقاتلو الإمامة صَفحة الانتفاضة الريمية بعد عامين ونصف العام من نُشوبها، وهي الانتفاضة التي أغفل مُؤرخو ريمة – للأسف الشديد – نَشر يومياتها، وحق لأبناء وأحفاد أبطالها أنْ يفخروا بها، وأنْ يُعيدوا رسم تفاصيلها فوق ربوع أرضهم الطيبة، تمامًا مثلما أعادوا تكرارها في جبهات الدفاع عن الجمهورية.

 

من كتاب (حرب العصيد.. جنايات يحيى حميد الدين على اليمنيين)

 

بلال الطيب

ضع اعلانك هنا