حزبية .. ومخبرون
عبدالله البردوني
لا تخافي منهم ، ولكن أفيقي
صار منهم ، مَن كان يُدعى رفيقي
ولماذا أخاف؟ أصبحَ منهم
زوج أختي وعمتي وشقيقي
وغدا مِن فريقهم نصف أُمّي،
والذي كان كله مِن فريقي
أنتِ محسودةٌ لديكِ اكتفاءٌ
قل كفاني أني أُغَضُّ بريقي
* * *
خنقوا خط هاتفي مِن حشاهُ
وتقصّوا زفيره وشهيقي
أين بيت الذي يناديك؟ قلبي،
لا يُسمَّى مُعلِّقي أو عليقي
خمّنوا ما يقول نهدي لنهدي
كيف يُفضي تشوُّقي لُمشيقي
* * *
ينعقون إن رأوا بكفّي كتاباً
ويقولون لي: أغضُّ نعيقي
ويشمُّون كالكلاب ممرّي
ولهم مثلُها فضولٌ سليقي
* * *
حاولي فهمهم بِرقّة أختٍ
بل أذيق اللظى المرير مُذيقي
حبّذي بعض ما يرون، تَغابي،
فالتغابي يُرضي الغباء الحقيقي
* * *
قلت يوماً أُحب شِعر (المعرّي)
بلّغوا بي، أن المعرّي عشيقي
وبأني أزورُه كل يومٍ
وله ورشةٌ جوار (العريقي)
وبأني في غرفتي أتَخَفّى
تحت دعوى تساعلي أو صقيقي
فيظنوني أُناطق شيئاً
ويجيؤون لا يرون نطيقي
واعتيادي قبل العصافير أصحو
ومساءً يُمسي الكتاب لصيقي
وبأني أأبى الزواج وأدعو
خير أسياد إخوتي مِن رقيقي
* * *
واللواتي يزرنني (أم زيدٍ)
و(منى المعفري) و(سلوى العذيقي)
ما سمعنا، يقلن هذا وسيمٌ
ذا أنيقٌ، أو ذاك غير أنيقِ
* * *
قلت يوماً: كان “امرؤ القيس”، صاحت
عمّتي: كيف تمدحين طليقي؟
باسم قيسٍ تهذين كل مساءٍ
فوق ناري ستخبزين دقيقي
إن ما تغسلين رجليكِ فيه
ليس ماءً، هذا نزيف حريقي
مَن تحبّين يا ابنة الحزب؟ أهوى قمراً عاشقاً وغصناً عقيقي
* * *
قد تقولين لا تطيقين لغواً
مِن لغاهم، تعلَّمي أن تُطيقي
المجاراة لا التّحدي، لماذا؟
كيف أقوى إن لم أُغالبْ مُعيقي؟
* * *
مَن أؤاخي ، لو ذبت لطفاً لقالوا
إن سُمّي مُخَبَّأٌ في رحيقي
لو تحوّلتُ فرخةَ ثعلبوني
لو تضفدعت خبّروا عن نقيقي
لو رأوني أُمسي حماراً لنادَوا
خبراءً يترجمون نهيقي
إنهم يقبضون تسعين ألفاً
وأُلوفاً أخرى ، ولو ، لا تضيقي
* * *
رغم أنف الذي رماهم حِيالي
ما ثنوني، ولن يسدّوا طريقي
قالت اللُّجّة التي أركبتني
أخطر العَوم: لن يموت غريقي
قلتُ: إني أتيت أُوجد شيئاً
وأُسَقّي برقي، وأُظمي بريقي
وليكن بيتُنا بما فيه منهم
لا تكن أنت بعضهم يا رفيقي
عام 1989م