ضع اعلانك هنا

الفصل الأخير لمسرحية الحرب القذرة،،،،، هل سيكون سلاماً  مليئاً بالقذارة؟؟

الفصل الأخير لمسرحية الحرب القذرة،،،،، هل سيكون سلاماً  مليئاً بالقذارة؟؟

 

*د.  عمـر العـودي*

 

هكذا بدت الحرب من  اول يوم لإعلانها  تغوص في القذارة  مغطاة بشعارات  وخطاب اعلامي  مزيف يظهر الاستعداء المتبادل والفجور في خصومة الاطراف  وتسببت في الشيئ الكثير من الدمار  والقتل  وتدمير الدولة اليمنية  ومؤسساتها  وتحولت اليمن الى  مجرد كرة تلهو بها  مجموعة من العصابات المراهقة التي سوقت الكثير من الاوهام السياسية  والانتصارات المزيفة  وهي   ارتهنت ارادتها وقرارها  للإقليم الذي  شن اقذر حرب على اليمن بما يمكن وصفه بالعدوان الثلاثي  بمشاركة ايادي محلية اثبتت انها لا تعدو اكثر من اياديى رخيصة    واتضحت الكثير  من الأمور  ان التخادم بين العصابات المراهقة  الموالية لدول الاقليم   كونها قد تخادمت بشكل بائس  للانقلاب على الدولة اليمنية   ومنجزاتها السياسية اليمنية  في طريق الديمقراطية  وكان ابرز تلك المنجزات هو مخرجات مؤتمر الحوار الوطني  الشامل  الذي كان سيؤسس  لقيام دولة مدنية حديثة   يتم الالتزام فيها بمبدئ التبادل السلمي للسلطة وانهاء  بؤر الحروب المتكررة بين الحين والاخر على مدى يزيد عن ستة عقود من الزمن  ولعل  هذا الانقلاب على الدولة اليمنية  الذي تدثر  بتسعة اعوام من الحرب والفجور في الخصومة   بكل  المآسي التي  سببتها   من ممارسات عصابات الحرب  المراهقة  من اشكال مختلفة من الاذلال للشعب اليمني  وتعمدت جميع الاطراف اتباع نفس الاساليب  في  تعميق المعاناة الانسانية  المصحوبة بمصادرة  مرتبات موظفي الدولة اليمنية  في القطاع المدني والعسكري كإستراتيجية  ممنهجة اتبعتها كافة  الاطراف لتدمير مؤسسات الدولة على حساب  بناء وانتعاش  المليشيات وعصاباتها وجني ثروات طائلة للنافذين في سلطات الامر الواقع  في جميع المحافظات اليمنية  بينما يعيش غالبية ابناء الشعب اليمني اكبر مأساة انسانية في التاربخ على مستوى العالم ، وكآنها تدار من غرفة عمليات واحدة  وما يحدث مؤخرا من هرولة نحو انهاء الحرب  بين تلك الاطراف  بمعزل عن  تمثيل المجتمع المدني  الا موحيا بان السلام الذي يتم التسويق له لن يكون  الا  سلاما ملطخا بقذارة الحرب و وربما لا يقل قذارة عن الحرب نفسها.

ذلك السلام الذي لا يعيد لليمن كرامتها ولا للشعب اليمني حقوقه التي نهبتها  ولازالت تنهبها  عصابات اغتصبت الارادة الشعبية  ودمرت كل مؤسسات الدولة اليمنية  و هاهي اليوم تسعى لتحقيق السلام الذي يمكنها من الاستفادة من الثروات    التي نهبتها  سواء من ايرادات الدولة  الداخلية او من عائدات التصدير للثروات السيادية تم منحها مكاسب وشرعية سياسية من قبل دول العدوان الثلاثي تسهم في تلغيم المناخ السياسي في اليمن  وابتعادة عن ترسيخ المناخ الديمقراطي الذي يعتبر الحل لكافة الاشكاليات حاضرا ومستقبلا، وتبشر بمزيد من الاحتقانات و الحروب والاقتتال في قادم الايام وسيادة مبدأ الغلبة والاستقواء على الشعب الاعزل،   ولان الهدف من كل ما يجري لن  يكون بالضرورة هو مصلحة اليمن و  المواطن اليمني الذي يظل بعيدا وخارجا عن   قائمة الاهتمام  والحسابات اوضمن اي  اجندات هذا السلام الذي يأتي  في وسط ابتسامات عريضة  لأمراء الحرب المحليين  والخارجيين بينما انين الضحايا من الارامل والثكالى و المعاناة من الظلم  والبؤس يترامى في كل شبر من الارض اليمنية والحزن يخيم على كل بيت في اليمن  سواء على ما فقد من الشباب الذين قذفت الحرب  بهم الى محارق الموت  او على حقوقهم المنهوبة  وممارسة الصلف والظلم من قبل زعماء المليشيات المراهقين   التي قوضت مؤسسات الدولة   ولا  توجد اي بارقة امل  في  استعادة الدولة بل على العكس  ان ما هو واضح للعيان تكريس خارطة سياسية وعسكرية  تخدم دول  العدوان الثلاثي واذنابها المحليين،   ضاربة عرض الحائط  مصالح اليمن والشعب اليمني  .

ان اي سلام لا يفضي الى استعادة  مؤسسات الدولة والسيطرة على مواردها المحلية والخارجية ومنع عبث الاطراف بتلك الموارد   والعودة الى مسار العملية السياسية  على اساس مخرجات مؤتمر الحوار الوطني  الشامل  والدستور اليمني  والعودة الى كافة التوافقات السياسية التي تم الانقلاب عليها  وكانت نتيجة الانقلابات تفجير حروب  متكررة، ابتدأ بحرب صيف 94 القذرة  التي كانت  نتيجة للانقلاب على وثيقة العهد والاتفاق التي تم التوقيع عليها  برعاية الملك حسين  ملك الاردن   تم بعدها دفن وثيقة العهد والاتفاق التي كانت كفيلة بتصحيح مسار الوحدة اليمنية وتقوية الدولة اليمنية ولم تختلف الحرب الاخيرة عن تلك الحرب حيث تعتبر حربا على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل وربما سيتم وأد هذه المخرجات مثلها مثل وثيقة العهد والاتفاق.

 

ان السلام الغامض  الذي يتم الترويج  والاسراع  في الخطى من اجله  في ظل عدم وضوح كامل للرؤية  عن ماذا سيتم في المراحل المعلنة  التي تضمنتها خطة  اعلان السلام  ولم تتضمن الاشارة من قريب او من بعيد  الى تفاصيل  بناء سلام حقيقي  عادل ومستدام    الذي كان من الممكن تحقيقه  فقط من خلال مخرجات مؤتمر الحوار اليمني. الشامل   الذي لم يتم الاشارة اليها  وبشكل قاطع   في تنفيذ ما تم التوافق عليه في تلك المخرجات  التي اجمع عليها  الجميع  واستغرقت فترة طويلة لبلورتها واقرارها   ومن تلك المخرجات التي لها علاقة بممارسات ومظالم  وحروب السلطات الفاسدة على الشعب اليمني في كافة المحافظات  على مدى خمسة عقود  والى يومنا هذا  الا وهو  اعتماد قانون العدالة الانتقالية  التي  ستضع حدا  لتجاوزات السلطات و تكرار  الحروب الداخلية التي تشنها السلطات  في حق ابناء الشعب اليمني  وتسدل الستار عن حقبة مظلمة في تاريخ اليمن  وتضمن عدم التكرار  للحروب  والمظالم  بما يمكن اعتباره الضمانة القوية  لسلام حقيقي  عادل وشامل  ومستدام وعدم التطرق الى  هذا في  اجندة السلام  التي يسعى اليها  امراء الحرب يؤكد اننا لن نكون قريبين من سلام عادل وشامل و مستدام بقدر ما نحن اقرب الى  ترحيل الحروب  لفترات  قادمة  يصعب التنبؤ بمآلاتها او بمستقبل اليمن  بشكل عام .

ان ما يتم اليوم  من تسارع في ايقاع الاحداث  ووصول جميع الاطراف المحلية  وداعميهم الاقليميين  الى قناعة بضرورة انهاء الحرب الظالمة على اليمن والشعب اليمني  يجب ان تتلقفه كافة القوى السياسية  الوطنية الحية  التي  لازالت اياديها غير ملوثة بأموال اطراف الحرب الاقليمية بان لا تنتظر الحلول الجاهزة التي سيتم تقديمها  بل عليها الانطلاق   الى توحيد رؤية وطنية   تنطلق من  الحفاظ على الثوابت الوطنية   والعودة الى مخرجات مؤتمر الحوار الوطني  والدستور اليمني  وتطبيق العدالة الانتقالية  كآليات  رئيسية   لإدارة اي مرحلة انتقالية لتحقيق  السلام  وانهاء الحرب  وبناء الدولة المدنية الحديثة دولة العدل والمواطنة المتساوية  والتمسك بالنظام الجمهوري  ومبادئ واهداف ثورتي 26سبتمبر  و 14 اكتوبر المجيدتين  ،  لأنه بدون كل هذا  فلن يكون هناك سلاما حقيقيا بل  هروبا من الحلول المستحقة وتأجيل الحروب   لتظل سيدة الموقف  بشكل متكرر  وفقا لمصالح تجار الحرب    والمتصارعين على السلطة الذين من خلالهم يتم شرعنة الاطماع الاقليمية  والتفريط بالسيادة الوطنية  واستمرارية ممارسة اذلال الشعب اليمني  وانهاكه  و إضعافه  لكي يفقد القدرة  على حماية وطنه والقبول بحلول  الطبخات الفاسدة التي تسوقها مطابخ  الاطراف المتنازعة ولا تمثل  حلولا منصفة  تراعي المصلحة العليا لليمن  والشعب اليمني بقدر ما تبنى على تقاسم نفوذ الاقليم والوصاية على اليمن   وهنا تكمن الخديعة الكبرى التي تختبئ خلف  الاجندة  التي يتم تسويقها اليوم من قبل تجار الحرب  ومراهقين سلطات الامر الواقع.

ضع اعلانك هنا