لا نحتاج إلى إذن..
لا نحتاج إلى إذن لنقول آآآآه..
لا نحتاج إلى إذن لنتألم علنا..
لا نحتاج إلى إذن لنرتب أو لا نرتب أحزاننا: الأول فالأول والأكبر قالأصغر..
كلها أحزاننا تشبهنا.. كلها أول وأكبر..
لا نحتاج إلى إذن لنبكي الراحلين برصاص الغادرين..
لا نحتاج إلى إذن لنتذكر قرانا الوادعة التي تتسمعها قلوبنا همس أم إلى ولدها تحن مثلما إلى تربتها نحن..
لا نحتاج إلى إذن لنحب أهلنا ودارنا وديرتنا وقبور الآباء والآجداد ومواضع سجود جباههم المحفورة على الصخر، وقد ملأوا الأرض سجودا وتسابيح ومهاجل علَّانية..
لا نحتاج إلى إذن لنعلن حبنا وخوفنا ورفضنا وعزمنا ويأسنا وبأسنا وثقتنا ويمنيتنا..
لا نحتاج إلى إذن لنردد النشيد الوطني
لا نحتاج إلى إذن لنحن إلى أطفالنا وملامح الخلد في نظراتهم السماوية الحزينة الأمينة الثمينة الحبيبة..
لا نحتاج إلى إذن لندافع عن أنفسنا وعن حقنا في بلادنا وأرضنا وأمننا وشرفنا وكرامتنا ومهدنا ولحدنا..
لا نحتاج إلى إذن لنرتل ونتعاهد أوراد وأذكار العهد العهد، بأن لا نخون أو نهون أو نقايض الصوت بالصيت والموقف بالمكسب واليمن بالدنيا..
لا نحتاج إلى إذن لندفع من حلوقنا أنّّة مظلوم ضيقوا عليه بلده وجلده ورزقه وأمله وأمنه وكده وجهده ومجرى الهواء والنَفَس..
لا نحتاج إلى إذن لننتصر أو نموت..
نحتاج فقط إلينا.
أمين الوائلي