رحلة إلى لودر
يتسابق الناس وسط مدينة لودر الأبينية وراء ملذات العيش كأنه اليوم الأخير للتسوق، هذا الزحام والاكتظاظ البشري_غير الطبيعي_رغم أن المدينة لا تزال في طور التعافي بسبب الحرب الأخيرة ضد القاعدة، ترفع من معنويات المراقب لما سيأتي وما فات.
أنا في لورد لأول مرة، ولودر تستلتقي بأريحية شديدة على نقيل شاقا وخطرا يسمى نقيل “العرقوب”، تسنده من الجانبين بيئة جبلية بركانية قاسية وما بعده مدنا للزرع والنفط والغاز والهجرة. تذهب المدينة لتسطير نفسها من جديد بعيدا عن ماضي “المفخخات” وعذاب ومرارة الإنسان الأبيني بسمرته وخضرته وعجزه وكبريائه.
تذكرت مثل فحواه أن “الرجمة تتبع الحاسر” إلى اليوم لم أكن أدرك المعنى والقيمة الغزيرة والمؤلمة لهذا المثل، كنت بحاجة لأن أعيش حالة الخراب التي طالت مدينة الدلتا، رأيت زنجبار منحنية كشيخ يوبخونه أطفاله -ليل نهار- وكذا أحور والوضيع ولودر كما هو حال البلاد برمتها.
يحاول الأبينيون اليوم دفع مدينتهم باتجاه حياة أكثر فاعلية ومثالية فتخذلهم التوقعات، البيانات، الهراء السياسي، الفساد والفساد المخطط له.
تشاركنا عناء السفر أنا وصديق عزيز من عدن إلى شقرة وحتى لودر بمعية طبيب من أبناء المدينة، أخبرني ونحن نتأرجح في الخط الدولي- عدن أبين- بسبب الحفر والفجوات الكثيرة والذي تتم فيه عمليات إصلاح بدأت جيدة، أنه يعاني من الأصحاء أكثر من مرضاه، ولا أدري لماذا بعث الرجل رسالة مشفرة في هذا التوقيت الشاق ولماذا؟
يمكن للداخل هذه المدينة أن يلتمس بسهولة كثرة المتسولين والمتسولين “غير المعاقين” وكثرة المجانين والمجانين عن قصد وغلاء الخضرة التي تنتجها الدلتا واكتظاظ الناس في العيادات والمراكز الصحية. أما الأشياء التي تسر وفق مراقبتي شهامة وكرم الأبيني إلى جانب لحم أبين وسمكها و بالتأكيد كرم أرضها.
البعض يفكر أن ابن الساحل لا يهدف إلى مال أو سلطة، ولا يتمنى أكثر من الذي يحصل عليه خلال يوم أو شهر أو سنة وهذا خطأ فـ”عبدربه” ليس أبين كلها. والآن غروب وبحر وعدن…
الصورة على السريع تظهر مشفى الرازي الحكومي في زنجبار.
الكاتب رشيد سيف