ضع اعلانك هنا

علي الحزيمي : أحد هامات الرجال ..

علي الحزيمي : أحد هامات الرجال ..

===== بقلم / عبدالرحمن بجاش

مقولة “لا يصح الا الصحيح تتحقق دائما ”
ومهما مرمن الوقت وجرى اهالة التراب على الوجوه المقاتلة فلابد أن تأتي لحظة واحدة ما ويهيله من على ملامح الوجه …
كان باب اليمن في لحظة من لحظات مراحل الستينيات والسبعينيات محطة الكون ، قل محطة اليمن التي يقف اهله هناك عند الباب قادمين من مدنهم وقراهم …
وصل افراد الحرس الوطني الى آخر”فرزة” باب اليمن ، والحرس الوطني من قال عنهم المرحوم علي عبد الله السلال :
لولاهم ما صمدت ثورة سبتمبر62 حتى وصل الجيش المصري
من بيت الرماح في عصيفرة تعز الى باب اليمن ، الى العُرضي الى الجبال للقتال دفاعا عن النور الذي هل وانتشر بفضلهم المقاتلين في ارجاء البلاد ..
والى باب اليمن وصل المتطوعين من تلك القرى مترامية الأطراف في تعزوإب ومن عدن ، حيث ترك الشباب أعمالهم وهبوا يلبون نداء سبتمبر الثورة والجمهورية ، منهم من ذهب إلى معسكرات النصرة والثورة والعروبة والصاعقة والمظلات ومنهم من التحق بالكلية الحربية …
رجلنا أحد الذين تركوا وراءهم اسرهم ولقمة عيشهم وقدموا الى صنعاء للدفاع عنها رمزا للثورة والجمهورية …
باب اليمن مرة اخرى :
مخبازة الشيباني مرة ثانية
لوكاندة الضريبي مرة ثالثة
وانا للمرة الأولى لايزال عودي طريا ، اجلس على الكرسي لأبيع الروتي بعد العودة من المدرسة ، كان عمي يفرض علي ذلك كما كان كل اهلنا يفعلون ..
الخميس مرة رابعة :
يأتي جنود وضباط الصاعقة والمظلات يومي الخميس والجمعة ، يأكلون عند أحمد علي الشيباني ويجلسون للمقيل والنوم لدى الضريبي صاحب رداع ..
وأنا ..
انتظر الخميس بفارغ الصبر
تحين العاشرة صباحا حتى يهل الطقم الشاص يقوده صاحب العود ، يقف أمام المخبازة ، يتقافز الرجال كالصقور بملابسهم المموهة ، أظل أنظر إليهم بإعجاب وانسى من يأتي لشراء الروتي ، حتى دوت صفعة ذات صباح في خدي ، كان عمي يرتل ما تيسر من كلام مؤثر وجميل ، لكني استاهل ، وفي نفس الوقت معذور، منظر الرجال المقاتلين يأخذ بالألباب شباب كالورد …
صاركل خميس يوما مقدسا ..وذلك الخميس اعتبرته تاريخ فارق ، لقد اتى هذا المقاتل من الصاعقة واشترى مني بضعة أقراص رفضت استلام الثمن …
المرة الثانية اتى وجلس بجانبي :
أنت شغال هنا ؟
بل إن هذا المخبز حق اهلي
وتدرس ؟
نعم
واسمك ؟
عبد الرحمن
وعبد الحبيب ايش يقرب لك ؟
عمي شقيق والدي
كان يحدثني وأنا اتفرج على كتفيه
ليش مااخذت حق الروتي ؟
لأنني معجب بكم الصاعقة
كل خميس يأتي ، يمر علي ، يظل يحدثني وأنا في سن يشتاق صاحبة لسماع حكايات المقاتلين ، حدثني عن دفاعهم عن صنعاء الثورة والجمهورية ومعاركهم في الجميمة وبني حشيش و عيبان وجبل الطويل …معارك الرجال الكبارايام السبعين يوما وعن عبد الرقيب والوحش وحمود ناجي وكل الرجال ….
ذات خميس أخذ الروتي ، اصررت على الاستلام ، اجبرني على ان احلف انها لآخر مرة ، وعدته ، قال لي :
إذا تصرف اي احد معك تصرف غلط انا في اللوكندة ..كان معيبا بالمعوز إلى ركبتيه ، ورأسه هناك بعيد في الأعلى ، وشنبه يغطي معظم عرض وجهه ، ملامحه ملامح المقاتل النبيل …
جاء اثنين من أفراد ” العاصفة ” أخذوا روتي ورفضوا دفع الثمن ، جريت الى اللوكندة ، هب كالعاصفة أول ما رآني منزعجا :
مالك ؟
أخذوا الروتي ولم يدفعوا
حوالي ثلاث الى اربع خطوات عاد بهم من أكتافهم ، قال لهم :
أعيدوا الروتي
اعادوه
قالها :
ادفعوا
دفعوا
قال :
اذا تعودوا مرة أخرى لا تلوموا الا انفسكم ، لم يعودوا بالمطلق
دار الزمن دورته ..
رموا بعلي الحزيمي ورفاقه الى الشارع وقتلوا عبد الرقيب
وانا ذهبت من المخبز إلى أفق آخر..
لكنه ظل في بالي ..
المقاتل الشجاع علي محمد نعمان الحزيمي من بني شيبة ..
ظللت أسأل عنه ، لاادري من اخبرني انه عاد الى قريته يحرث الأرض ..
ظللت أيضا ابحث عن صورته ، حتى وجدتها …
قلت :
لابد من التذكير بالمقاتلين النبلاء
هو فتح باب للآخرين لأن يكتبوا عن أدوارهم وأدوار الآخرين ..
تعظيم سلام لروح الحزيمي المقاتل الشجاع

20 مارس 2024
عبد الرحمن بجاش

ضع اعلانك هنا