تمهيد الطريق نحو مستقبل مرغوب!!
صائل حسن بن رباع
هل يمكن التفكير في وضع رؤية لعدن؟ مثلاً رؤية عدن (2025 – 2045)، سنواجه سؤالاً عميقاً: وسط الأزمات والصراعات، هل يمكننا تخيل بقعة ضوء في نفق مظلم؟ يُقدم مضيق باب المندب، المحاط بالسفن الحربية والذي يعيش حالة توتر، خلفية تحدي مليئة بالفرص.
ومع ذلك، من خلال عدسة “نظرية التغاضي الانتقائي” -وهي نظرية إبتدعتها تدعوا صاحب الفكر للتغاضي عن وجود المعوقات بغية إستقصاء المأمول وسبل الوصول إليه- ومن ثم التفكير في سبل لحل المعوقات، يمكننا هذا التغاضي من اختيار تجاهل العقبات ورفع أفكارنا إلى حالة خيالية تولد حلولاً إبداعية.
قد يعتبر البعض هذه النظرية غير واقعية، لكن هذا التفكير الرؤيوي بالضبط هو الأساسي لتمهيد الطريق نحو مستقبل مرغوب، الإيمان بهذه الرؤية يدفعنا للأمام، مما يمكّننا من توقع المعوقات وتجاوز العقبات المتوقعة على الطريق.
الحالمين الملتزمين بتشكيل المستقبل، يجب عليهم تحسين رؤاهم باستمرار مع كل تطور جديد -متجسدين “الفكر الديناميكي” للتكيف والتقدم نحو الأهداف بروح لا تلين تتحدى مفهوم “المستحيل”، ليضع الحالمون أنظارهم على تحويل عدن إلى مركز عالمي للتجارة والخدمات – لإحياءها كـ”مدينة النور”.
تاريخ عدن العريق كمركز تجاري بحري مقترن بموقعها الإستراتيجي المطل على ممرات مائية حيوية وتوفر المواد الخام في محيطها الجغرافي والكفاءات البشرية الكثيرة المنتمية لها وثقافة أهلها المتسامحة تضعها في موقع مواتٍ للتنشيط الاقتصادي، على الرغم من التحديات الحالية مثل عدم الاستقرار السياسي وضعف البنية التحتية، تمتلك عدن إمكانات هائلة للظهور كمركز أعمال دولي يربط الشرق بالغرب.
بالمثابرة والتخطيط الاستراتيجي والالتزام المشترك بتحقيق هذه الرؤية وخلق المصلحة للقطاعين الخاص والعام والتخطيط لمشاريع إستراتيجية تفتح المجال للمستثمرين ورجال الأعمال من الداخل والخارج، يمكن لعدن بالفعل تجاوز واقعها الحالي واحتضان مستقبل مزدهر يتسم بالنمو الاقتصادي في ضل قواعد التنمية المستدامة.
ما ينقص عدن فعلاً هو رغبة المفكرين الحالمين القادرين على التركيز في صنع رؤاهم وخططهم بعيداً عن الضجيج والتفرغ لتحليل المعوقات وإيجاد المعالجات ورسم خارطة الطريق، فقط الحالمين الملتزمين وأصحاب الرؤى هم القادرين على تحويل الواقع بتحدياته لمستقبل مأمول وبدونهم ستبقى السوداوية مسيطرة.
وللرؤية بقية.