قبل الوحده اليمنيه كنا شعباً واحداً في دولتين . وبعد الوحده أصبحنا شعبين في دوله .
طبعاً والى قبل نحو 10 سنوات كانت الفيدراليه هي الحل الوحيد والوحيد فقط بعد فشل تجربة الوحده الاندماجيه ولكنها اجهضت هذا الخيار القوى الرجعيه والمهيمنه على القرار السياسي . وليس ذلك حباً وكرامه في الوحده ولكن لأن الفيدراليه كما اعتقدت تلك الكيانات والقوى الانتهازيه سوف تفضي الى أفول نجمها وزوال عرشها وانتهاء مصالحها التي يتناسب حجمها طردياً مع حجم مقدار التغني ببقاء وحدة سفسطائية وهلاميه لم تعد حقيقة بالواقع الملموس ولم تحقق لابناء الجنوب ادنى المكتسبات التي توفر لهم عيشاً كريماً. وهو الامر الذي اوجد ذلك الشرخ النفسي في اوساط شعب الجنوب . وقد دفعه خطأ الحماس المفرط للانحراف عن الخط العام لجمهورية الدوله وبالتالي رفع سقف المطالب بعيداً عن حدود القضيه الجنوبيه الحقوقيه والتي في الواقع هي لا تختلف عن غيرها من القضايا الحقوقيه في مناطق الشمال والتي تتعرض للمظالم بنفس الوتيره والمقدار . وكان ذلك الخروج عن جلباب الوحده بتلك المطالب والحراك الجنوبي هو الذي سوف يقصم ظهر البعير خلال السنوات القادمه وهو ما حدث فعلاً. ومازال يحدث في ظل تنامي مستوى السخط العام لهذا اليوم الذي نراه تاريخياً وفي الضفه الاخرى يعتبره اخواننا في جنوب الوطن مجرد يوماً مشؤماً .
لا يريدون مجرد ان يتذكرونه .
اليوم وللاسف لم تعد تستطيع حتى الكونفدراليه أن تكون خياراً مقبولاً لدى الاخوه في جنوب الوطن والذين مازالوا يدفعون ثمناً باهضاً لتنازلاتهم العظيمه ونواياهم الصادقه واحلامهم الوطنيه التي جاؤا يحملونها في مايو 1990 والتي ما لبثت أن تبخرت ليكتشفوا أنهم انما وقعوا في فخ الغدر والمكر لشمال الوطن السياسي ..
ولكم أن تتصوروا الان كيف سوف تؤول الاحداث السياسيه القادمه .
محمد محسن الحقب