ضع اعلانك هنا

نعم، الظروف الموضوعية للثورة لا تتوفر حالياً:

نعم، الظروف الموضوعية للثورة لا تتوفر حالياً:

أحدهم نشر عدة منشورات، مردداً بتهكم مقولة لي، قلت فيها: أن الظروف الموضوعية للثورة ضد أنصار الله لم تتوفر بعد، ويقول متهكماً، الدكتور الشرجبي ينتظر عودة المرتبات، ونظام ديمقراطي يكفل الحقوق والحريات، ليثور ضد الحو ثيين، أقول له ولمن يواليه: نعم الظروف الموضوعية لم تتوفر بعد للثورة ضد الحو ثيين من داخل نظامهم ومن داخل مناطق سيطرتهم، أقول هذا الكلام كباحث أنفق سنوات طويلة من عمره في دراسة الثورة والحركات الاجتماعية، صحيح أن المرتبات منهوبة والحريات مصادرة والخدمات العامة منهارة، لكن ليس هذا ما أقصده بالظروف الموضوعية، بل أقصد مستوى الوعي الشعبي أو إن شئت عواطف الجماهير، فالجماهير أو الحشود الشعبية “masses” لا تحركها ضد الأنظمة حسابات عقلية منطقية، بل تحركها عواطفها أو العدوى العاطفية كما يقول غوستاف ليبون، فهي كما وصفها أحد الأمريكيين “Masses are asses” الحشود حمير، يحركها من يستطيع تحريك غرائزها، وليس من يسعى لإقناعها منطقياً، وأعتذر عن هذا الاقتباس، ولكن وجدتني مضطراً لاقتباسه لتقريب المعنى، وحتى الآن نجح الحو ثيون في كسب عواطف الجماهير، سواء عن قناعة أو عن خوف، فيقدمون أنفسهم باعتبارهم قوة ضد العدوان الخارجي على اليمن، وضد الكيان الصهيوني المغتصب لفلسطين، ساعد على ذلك فشل وفساد “الشرعية” المرتهنة للنظام السعودي وحلفائها المرتهنون للإمارات، وحالة الموت السياسي السريري الذي تعيشه الشرعية، التي تلتزم بمضامين المثل الشعبي: “من وكل رقد”، فقد وكلت السعودية توكيلاً شاملاً، وراحت هي لتستلقي على الفرش الوثيرة لفندق الرتز كارلتون بالرياض.
بسبب العوامل السابقة أقول: أن الظروف الموضوعية لثورة شعبية غير متوفرة، وإذا خرج أي شخص لإعلان ثورة فلن يستجيب له أحد، وبالتالي فإن خروجه سيكون انتحاراً، كما فعل عيسى العذري والمكحل، وكما فعل علي عبدالله صالح، الذي يملك السلاح والمعسكرات والأموال، لكنه فشل في حشد الجماهير.
وأخيراً أقول لصديقي: أنصحك بقراءة كتاب غوستاف ليبون “سيكولوجية الجماهير”، ورسالة دكتوراه عادل الشرجبي بعنوان “الحركات الاجتماعية في اليمن”.
أعلم أنك قد تشارك المنشور وتقول: عادل الشرجبي حو ثي، لا يهم، فمعظم القراء سيدركون أنه منشور تحليلي، يعبر عن رؤية علمية، ولا يعبر عن موقف سياسي.

عادل الشرجبي

ضع اعلانك هنا