علي عبد الفتاح المثقف و المناضل الاصيل
عبدالباري طاهر
الاستاذ الجليل المثقف واسع الاطلاع الملتزم للكلمة و للقضية التي يعتقد علي عبد الفتاح
كان علي عبدالفتاح نجماً في سماء الحياة الادبية و الثقافية في جامعة صنعاء و في اوساط شباب العقود الاخيرة و الاولى من القرن العشرين و الواحد و العشرين .
كان الطالب علي عبدالفتاح و امين الشميري . و عبد الكافي الرحبي رحمه الله من اوائل الطلاب اليساريين الذين ادركوا عميقاً بوعي طبيعة الصراع في المجتمع اليمني . و ادركوا طبيعة الصراع داخل اليسار اليمني . و تحديداً داخل التنظيم السياسي . و فيما بعد الحزب الاشتراكي و دللت قراءتهم على صدق رؤية هؤلاء الشباب الآتين من داخل اليسار و القارئين الجيدين للفكر الماركسي و طبيعة تركيبة مجتمعهم . و امراض اليسار بتكويناته و اتجاهاته الفكرية و السياسية .
كان الاستاذ علي عبدالفتاح القارئ المتمكن للجملة الثورية ” و ما تنطوي عليه .
قليلاً ما التقيت بهذا الاستاذ . و ربما لم نتناقش . و لكني قراته من خلال قرائته للاعمال الكاملة للاستاذ المفكر العربي الكبير عبدالله عبدالرزاق باذيب . و تعليقاته المقتضبة و الدالة على عمق القراءة و التفكير .
و عندما أصدرت الجبهة الوطنية الديمقراطية . صحيفة الامل و ترأس تحريرها للاستاذ الفقيد سعيد الجناحي و علي الصراري كمدير تحرير كتب المفكر التقدمي الشجاع _ حد الفدائيه سلسلة مقالات عن العدالة الاجتماعية و الظلم الاجتماعي في الاسلام و كتابات اخرى باسم ابراهيم المهدي .
واضح من خلال سيرة و مسيرة كتابات علي عبدالفتاح ان الرغبة و الطموح في عدم حسبانه على طرف من اطراف الصراع الدامي الذي كان شديد الابتعاد عنه و كثير الانتقاد له هو الاساس .
قدم علي عبدالفتاح ابحاثاً علمية ينبغي ان ينقب عليها و ان تصدر فهي من القراءت المفكرة و المبكرة المدركة لطبيعة الصراع الدامي . و اتجاهاته البائسة .
كان زميله و صديقه الحميم الباحث عبدالكافي الرحبي من شباب اليسار الاشتراكي الذين قراؤا اتجاهات غياب الديمقراطية و الحريات في تنظيمات اليسار و الجنوح للاحتراب .
كان الطالب علي عبدالفتاح الاقدر و الاشجع في التعبير عن ضمير الحركة الوطنية و منها اليسار الاشتراكي في ادانة قمع الحرية . و ادانة الاحتراب .
الوحيد من المكفرين اليمنيين على كثرتهم الذي رد على القاضي الذي اتهمه بالارتداد عن الاسلام بما اخرسه و لم يحر القاضي جواباً بعد.
علي عبدالفتاح الاكثر حضوراً و مصداقية رغم ابتعاده عن الاضواء و زهده في الظهور .
.