تعز تُستنزف حين يتحول المنصب إلى حصن للفساد
في قلب مدينة أنهكها الحصار تتقدّم “اللامسؤولية” كمشهد يومي مألوف تُدار فيه المؤسسات بمنطق الغنيمة لا منطق الخدمة ويُكافأ فيه الفشل بالصمت ويُمنح الفساد غطاءً سياسياً بدلاً من المحاسبة.
تعز لا تعاني من قلة الموارد فحسب بل من فائض في العبث من سلطات تتعامل مع النقد كعداء وتخشى رقابة الشعب أكثر مما تخشى انهيار المدينة مناصب توزّع كجوائز سياسية لا كأدوات إصلاح وشعارات جوفاء تُخدّر الوعي بدل أن توقظه.
الشباب الذين خرجوا مطالبين بالتغيير لم يكونوا جياع سلطة بل شهوداً على نهب منظّم تُغذيه المحسوبيات وتصمت عنه مؤسسات كان يفترض أن تحمي الناس لا أن تتواطأ على أوجاعهم.
الفساد اليوم ليس خللاً عابراً بل سرطان متجذّر ما يجري ليس إصلاحاً بل تدوير لنفس النفايات السياسية تحت مسميات جديدة، أما الضحية فتبقى كما هي تعز وأهلها
ولا يمكن لمدينة أن تنهض والفاسد يُكرّم والصادق يُحاصر
ولا لدولة أن تُبنى والكرسي يتحوّل إلى جدار صدّ أمام الحقيقة.
لكن تعز كما علّمها التاريخ لا تصمت طويلاً…
وحين تتكلم تخلع أقنعة الزيف واحداً تلو الآخر