نعمان المونسي
عندما نتحدث عن الحزب الاشتراكي اليمني، فإننا في نفس الوقت نتحدث عن عبد الفتاح إسماعيل. هذا الحزب السياسي الذي ضم اليسار اليمني ذو التاريخ النضالي ضد المستعمر وضد الإمامة المتخلفة، وفي بناء دولة وطنية فريدة من نوعها في الوطن العربي. منذ تأسيس الحزب في عام 1978، شهد اليمن تحولات كبيرة، ولم يكن الحزب بمنأى عن هذه التحولات. وقد ترك بصماته إلى الأبد في التجربة الديمقراطية بعد إعادة الوحدة اليمنية التي كان شريكًا أساسيًا في تحقيقها. وبعد إنقلاب عفاش وحزب الإصلاح على الوحدة وموجة الاغتيالات لأفضل كوادر الحزب والوطن وغزو الجنوب في 94، تعرض الحزب لضغوطات كبيرة، وفقد نفوذه وشعبيته على طول اليمن وعرضه.
ولو أن عبد الفتاح إسماعيل، الشخصية الأهم في تأسيس الحزب الاشتراكي اليمني، لازال على قيد الحياة، فإنه لن يتردد في العمل على إعادة بناء الحزب وترميم جروحه، بحيث يتأقلم مع المتغيرات المحلية والإقليمية والدولية. فاليمن يمر بأوضاع بالغة الصعوبة والتعقيد، ويواجه تحديات كبيرة في مجالات الأمن والاقتصاد والسياسة وغيرها من القضايا. ولذلك، ينبغي العمل على تحديد الأولويات والتركيز على القضايا التي تهم الناس وتعكر صفو حياتهم وتعيق سبل العيش الإنساني الكريم.
لو كان عبد الفتاح اسماعيل لازال حياً، لعمل على تشكيل تكتل لأحزاب اليسار، أو ربما وحدها في كيان واحد يمثل الغالبية العظمى من أبناء الشعب الذي أصبح يعيش تحت خط الفقر. إن الوطن في حاجة ماسة إلى لم الصفوف في اتجاه إنهاء الحرب والحفاظ على وحدة الوطن وسيادته، ويحتاج إلى قوة سياسية قادرة على تحقيق التغيير الذي يريده الناس. وهذه مهمة اليسار الحديث الذي نحلم بظهوره.
أحزاب اليسار اليمنية أهملت الديمقراطية الداخلية، ولم تمنح قواعدها الفرصة للمشاركة في صنع القرار. هذا أدى إلى فقدانها القدرة على إنتاج شخصيات شابة كاريزماتية وذات خبرة ومعرفة. إذا كان الحزب الاشتراكي اليمني يرغب في العودة إلى الساحة السياسية واستعادة شعبيته، فإنه يجب أن يعمل على إعادة البناء الذاتي عبر فريق يتميز بالخبرة والمعرفة اللازمتين لتحقيق ذلك.