فاروق السامعي
كل الثورات خرجت من تعز ، ولكنها لم تعد إليها ، وكل المشاريع الوطنية تصدرتها تعز ، لكنها كذلك أقصيت منها وأصبحت في مؤخرة الهم الوطني الذي يمكن الأهتمام به ، وكل أحلام الجمهورية تخلقت من رحمها وتحولت إلى كوابيس حاقدة عليها ، وكونها حاضرة اليمن ووجهه المدني والحاضن الحقيقي للدولة تحولتها مشاريع الموت إلى قرية كبيرة طاردة للحياة .
منذ نعومة اظفاره يتعلم التعزي أن الحديث عن تعز فقط مشروع عصبوي وخيانة وطنية ، وأن الحديث عن المظالم الواقعة عليها فتنة مناطقية ، وأن المطالبة بالعدالة الاجتماعية والحرية والمساوة ردة ثورية وانحراف طائفي يقود البلاد للأحتراب .
تخدر التعزيين بهيروين المدائح الزائفة التي تطبطب عليه يومياً وتقول عنه : المثقف والمسالم والسلمي والمدني وحامل المشروع الوطني الكبير وحاضن الدولة و..، فسقط التعزي في وهم التخدير الوصفي ، وسقطت الدولة أيضاً في يد أعداء كل ذلك ..