أحمد طه المعبقي
يقال بأن السلطات البوليسية القمعية ماهي إلا انعكاس للمجتمعات المكبوته ، وإن السلوك العدواني هو انعكاس للكبت نفسي ،و الكبت النفسي سمة متجذرة في شخصية الإنسان العربي على وجه العموم ، والانسان اليمني على وجه الخصوص – وكما قيل أصحاب القلوب البيضاء مرهفون لا يكذبوا ، وأكثر الفئات عرضه للاضطرابات النفسية ، نظراً لعجزهم على التكيف مع مجتمعاتهم – القامعة المقموعة – في آن واحد .
على العموم الشاعر عمر سيف المقطري أحد ضحايا السلطة القمعية والمجتمع المقموع .
رآى عمر بأنه الطريقة للتحرر من عالم الكبت النفسي والقمع الداخلي والخارجي ،مغادرة العالم المكبوت ، الى عالم آخر عالم لايعرف الكذب ولا يعرف العقاب عالم الفضيلة و الحرية المطلقة عالم الخواص والجنون
هكذا اختار عمر عالمه الخاص وأحب أن يمارس حريته المطلقة وجنونه المطلق ، ويرسم فؤاده على جدران مدينته ، وفجأة صحا وصميل الشرطة فوق رأسه ولكمات العسكر تتوزع جبينه ، اعتبرت الشرطة جريمة عمر لا تغفر، واعتبرت الرسم والشخبطة على الجدران من الموبقات الكبرى التي تدخل صاحبها الجحيم .