ضع اعلانك هنا

قراءه في كتاب

– رواية : عائد إلى حيفا

– تأليف : غسان كنفاني

– عدد الصفحات: 80 صفحة من القطع المتوسط

– منشورات: مؤسسة غسان كنفاني الثقافية / دار الطليعة للطباعة والنشر

– الطبعة : أغسطس 1981 م.

 

#مراجعة_الرواية:

 

في خضم الأحداث الجارية حاليا في فلسطين، وجدت نفسي أهيم ببصري وبفكري في ركام الكتب التي لم تجد لها مكانا في الأعلى على رفوف مكتبتي الصغيرة، لعلي أجد بينها كتابا يخفف عني وطأة ما أجد في صدري من ألم وحزن جراء ما أشاهده على شاشات التلفزيون هذه الأيام. فكان أن وقعت يدي من غير تخطيط مسبق مني على هذه التحفة الأدبية الرائعة التي أَسْكَنَهَا غسان كنفاني كل آهاته وحسراته، وكذا آماله في مستقبل أفضل للقضية الفلسطينية.

 

الرواية لقصرها يمكن لأي قارىء أن ينهيها في جلسة واحدة، لكنها بالتأكيد ستترك في وجدانه وقلبه تأثيرا عميقا يستمر معه طويلا، وربما يستمر معه إلى الموت.

 

أجاد غسان كنفاني بقلمه الجميل وأسلوبه الرائع في نقل كل ما يتعلق بقضية فلسطين سواء قبل احتلالها من طرف العصابات الصهيونية، أو بعد ذلك، حينما تم تهجير الفلسطينيين قسرا عن مدنهم وقراهم، وكان هو واحدا منهم.

 

” عائد إلى حيفا ” ليست قصة عَوْدَةٍ إلى أرض الوطن، تلك العودة المظفرة السعيدة، وإنما هي قِصَّةٌ تُحَاكي واقع كثير من الفلسطينيين الذين بقوا متشبثين بأرضهم وبيوتهم، ولكنهم مشتتين داخل الوطن في مدن الضفة والقطاع.

 

“سعيد” بطل الرواية يرمز إلى ذلك الفلسطيني الذى بقي رغم كل المآسي وآلام التهجير يُمَنِّي نفسه بالعودة إلى بيته في حي «الحليصة» بحيفا. وتدور الأعوام ليتحقق له ذلك بعد 20 سنة، حيث سيعود «سعيد» مع زوجته «صفية» للبحث عن بيتهما هناك، ذلك البيت الذي غادراه بعد نكبة فلسطين عام 1948م، وكانا قد تركا فيه ولدهما الرضيع ” خلدون “، لأنهما لم يتمكنا من العودة لأخذه معهما. وتلك مأساة أخرى أراد غسان كنفاني أن يرمز من خلالها إلى جزء من سكان الداخل الفلسطيني الذين فتحوا أعينهم على واقع جديد يختلف تماما عن واقع فلسطين قبل الاحتلال، فنشأوا نشأة مشتتة بين أمل ضاع بموت الآباء أو تهجيرهم، وبين إغراء الواقع الصهيوني الذي يجذبهم إليه لينخرطوا فيه، وينسوا إلى حين أن آباءهم وأمهاتهم كانوا هنا، وتم القضاء عليهم أو تهجيرهم إلى خارج فلسطين.

 

” عائد إلى حيفا ” رواية مليئة بالكثير من الإيحاءات الرمزية والدلالات الإنسانية التي استطاع غسان كنفاني أن يشرك القارئ العربي معه في حلها والوصول إلى حقيقتها على أرض فلسطين، ومن ثم إيجاد الجواب الواقعي للسؤال الكبير الذي طرحه في آخر روايته، عندما قال لزوجته : ” أتعرفين ما هو الوطن يا صفية؟! الوطن هو ألا يحدث ذلك كله. ” ص: 75

 

✍️ عبدالإله يعلاوي

___________________

#عائد_إلى_حيفا

#غسان_كنفاني

ضع اعلانك هنا