عن حركة حماس ومليشيات الحوثي
ادونيس الدخيني
في الأخير، إشادة حركة حماس بميليشيات الحوثي لم تكن جديدة. على مدى السنوات الماضية كانت قيادة الحركة ذاتها تتناوب على قناة المسيرة، مشيدة بحرب مرتزقة إيران على الشعب اليمني.
هذا الشعب ذاته الذي ناصر القضية الفلسطينية ولايزال من قبل أن تولد حماس وميليشيات الحوثي مجتمعة.
ولم يطلب أي يمني من حماس موقف متضامن مع الشعب اليمني الذي سفك الحوثي دمه ببشاعة في كل فرصة وجدها امامه تماماً كما يفعل الاحتلال الإسرائيلي بالمدنيين الابرياء في قطاع غزة وكل المدن الفلسطينية، كان عليها أن تلتزم الحياد، ذاك موقف كان اليمني المتضامن دوماً مع القضية الفلسطينية سيحترمها. لكنها كانت ومازالت تشيد بمن يرتكب الجرائم كما الاحتلال الإسرائيلي، لتقدم المجرم بطلاً.
على رقبة الحوثي، دماء عشرات الآلاف من الأطفال والنساء. قتلهم بالقصف،والقنص،والألغام،والطيران المسير. وغير ذلك،عانت تعز كما غزة من الحصار الذي يفرضه الأجير الحوثي منذ تسع سنوات، وهو الأجير ذاته الذي تشيد به حماس.
المواطن المحاصر في تعز هو متضامن مع غزة بكل صدق، وحماس تشيد بمن يحاصره؟
يتضامن اليمني مع الجميع، وفي محنته لا يجد ذلك. تطور الأمر إلى إشادة بالجلاد كما فعلت حركة حماس. يسهر اليمني حتى الفجر وهو يتابع أخبار العدوان الإسرائيلي على غزة، وقعت ذات مرة مجزرة فجراً فنزل الناس في تعز المحاصرة يتظاهرون في نفس اللحظة، وردت حماس على ذلك بالإشادة بمن يحاصرهم.
لماذا كل هذا؟
لا يمكن لأي يمني أن يتسامح مع من لا يحترم قضيته، مع من يشيد بقاتله. كما لدى الفلسطيني قضية، لدى اليمني ايضا قضية يكافح من أجل انتصارها منذ تسعة أعوام، ويقدم اسمى التضحيات دفاعاً عن بلاده في وجه مرتزقة إيران.
ولم تختلف بشاعة الحوثي هو يمارس جرائمه على اليمنيين عن بشاعة جرائم الاحتلال الإسرائيلي في غزة. دم اليمنيين ليس رخيص، وقضيته تستحق الاحترام والتضامن، لا الإشادة بالأجير الذي ارتكب كل الجرائم، ضد شعب بأكمله.
ادونيس الدخيني