ضع اعلانك هنا

إعادة فتح شركة برودجي.. بداية الغيث قطرة

إعادة فتح شركة برودجي.. بداية الغيث قطرة.

الجلسة الثامنة 5 – 12 – 2023

ندى المؤيد

أكاد لا اصدق أننا على أعتاب الشهر الحادي عشر من الأحداث المهمة التي تتعلق بقضية برودجي، فمنذ تعرضت الشركة للاقتحام والاغلاق واعتقل المهندس عدنان الحرازي بدون وجود أي مسوغ قانوني، وتطوراتها تعكس التحديات الكبيرة التي واجهناها في سعينا لتحقيق العدالة.

وفي الجلسة الثامنة، سأسرد محطة جديدة في سعينا للحقيقة وصولاً إلى تحقيق العدالة.

 

شهدت الجلسة بدايةً دراماتيكية عجيبة، حيث قام الادعاء بطلب تأجيل الجلسة لمدة ثلاثة أشهر! ولتبرير هذا الطلب الغريب، استدرك بأنهم يحتاجون إلى ذلك الوقت لإحضار الشهود الذين طلبناهم.

وهنا ألفت نظركم إلى أننا قد طلبنا حضور هؤلاء الشهود منذ الجلسة الثالثة، ونحن من نتابع مسألة إصدار المذكرات في كل مرة لإحضارهم، ومحاولاتنا تبوء بالفشل في كل مرة.

ولا زلنا نطالب بإحضارهم لكن بدون أن يتم استغلال هذا الطلب القانوني في مواصلة التطويل والمماطلة وكأن الادعاء يعاقبنا ويلقنّا درساً حتى لا نجروء على طلب شيء مستقبلاً، مهما كان طلبنا في إطار القانون.

وأذكرهم بقوله عز وجل: ولا تكتموا الشهادة ومن يكتمها فإنه آثمُ قلبه.. صدق الله العظيم.

 

تلى طلب الادعاء، استدعاء الشاهد الأول وهو مدير عام المنظمات في وزارة التخطيط، باعتبارها الجهة المختصة بتنفيذ مشاريع البنك الدولي والجهات الدولية المانحة قبل إنشاء المجلس الاعلي السكميشا.

وقد أصرت هيئة الدفاع إحضاره ليشرح لهيئة المحكمة بعض اللبس في علاقة البنك الدولي باليمن ومراحل تنفيذ مشاريعه في بلادنا.

بالطبع قام المدعي العام بالاعتراض على الشاهد، وأنه من المفترض استدعاءه من المحكمة وليس من هيئة الدفاع وهنا وضح له المحامين أن اسم هذا الشاهد ضمن الشهود الذين طلبتهم هيئة الدفاع وسبق أن تم الموافقة عليهم من هيئة المحكمة، وعندها التفت القاضي الى ممثل الادعاء بصمت وعتب حيث انه يبدو على الدوام كمن لم يطّلع على ملف القضية.

 

كانت شهادة الأخ مدير عام المنظمات بوزارة التخطيط قيّمة جداً، حيث أعطى الحضور فكرة موجزة عن المراحل الذي تأخذها مشاريع البنك الدولي ليتم تنفيذها وهي بشكل موجز تبدأ بالمباحثات بين الجهة الرسمية في الدولة والبنك الدولي على المشاريع المزعم تنفيذها في اليمن، وتنتهي باختيار الشركة المحلية التي ستنفذه.

بعبارة أخرى: فإن كل الاجراءات تتم عبر الدولة وتحت نظرها.

 

لكن كان قد استوقفني اليوم طلب القاضي من الشاهد أداء القسم وهو بمنتصف شهادته، وطلب منه استدراكاً أن يقسم بأن كل ما قاله سابقا صحيح!!

ربما حدث هذا نتيجة اندهاشه بهذه المعلومات الجديدة عليه، وأكد فيها الشاهد أن الجهات المنفذة لمشاريع البنك الدولي كانت تنزل بالتنسيق مع وزارة التخطيط قسم المنظمات، وعندها سأله القاضي: ماهي عواقب الجهات التي تنزل دون التنسيق مع هذه الجهات؟

فأجاب عليه: ليس هناك عقاب معين ولكن من الممكن إيقافهم أو إرسال مذكرة مخالفة لهم، وهي في كل الأحوال جنحة لا ترقى أن تكون جريمة إطلاقاً.

 

بعد الانتهاء من شهادة واستجواب الأخ مدير عام المنظمات طلبت هيئة الدفاع من القاضي إصدار أمر بفتح شركة برودجي وخاصة بعد أن تم تقديم التقرير المالي الذي طلبه القاضي في الجلسة المغلقة السابقة.

عندها وقف مدعي النيابة بكل حماس لينطق الكلمة التي كدت انطقها معه، فقد حفظناها منهم لكثرة ترديدهم لها، وهي: الشركة هي أداة الجريمة ولا “يمكنك” فتحها.

عند ذلك انبرى المحامون ليردوا عليه أنهم يطلبون تنفيذ القرار القضائي بفتح الشركة الذي تم إصداره سابقاً من قبل النيابة الجزائية، وهي الجهة التي ينتمي اليها المدعي العام.

ومجدداً يعطي ممثل الادعاء انطباع الشخص غير الملم بالقضية، لكن وقوفه هناك يلزمه الاعتراض سواء كان رده مفيد أو مجرد ثرثرة لا فائدة منها.

 

وأخيراً، أعاد لنا القاضي بعض الأمل في إمكانية تحقق العدالة وإن تاخرت كثيراً، وطلب القاضي مدير الحسابات الذي أعد التقرير المالي وطلب منه أن يوقع على قرار يقضي “بإعادة فتح شركة برودجي” وتكليفه بتسيير الأعمال فيها.

عندها، رأيت أخيراً ابتسامة رضا على وجه زوجي لم نراها منذ مدة طويلة، شعرت أنه أحس بوجود بارقة ضوء وأمل في آخر النفق المظلم الذي أدخلونا ظلما فيه.

 

أدرك تمامًا أن قرار إعادة فتح الشركة هو مجرد بداية لصفحة جديدة في هذه القضية، وأننا سنواجه معاناة جديدة في تنفيذ هذا القرار وعند كل خطوة نخطوها حسب تجربتنا السابقة والمؤلمة، ومع ذلك، فإننا نثق بالله ونعلم أن بداية الغيث قطرة.

وأتمنى أن تتحول هذه القطرة اليتيمة التي حصلنا عليها اليوم إلى غيث مستمر، وأعلم يقيناً أننا ما كنا سنصل لها لولا فضل الله علينا، وبفضل دعواتكم المستمرة ومساندتكم المتواصلة.

ولا نزال بحاجة إلى دعمكم لنا وتضامنكم معنا في المرحلة المقبلة، حيث وكما هو واضح أننا سنواجه تحديات جديدة حتى تحقيق العدالة الكاملة بإذن الله، والتي لن نكل او نمل او نتوقف حتى نحصل عليها كاملة بإذن الله.

 

وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ۚ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ ۚ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ ۖ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ.

 

#الحريه_لبرودجي_وعدنان_الحرازي

#احاكم_لوطنيتي

#انا_احاكم_لوطنيتي

#لاتصدقوا_الفاسدين

ضع اعلانك هنا