ما الذي فعله الشهيد جار الله عمر ، حتي يقتلوه؟
لقد كان يخطب في منبره عن ضرورة بناء الدولة المدنية الحديثة ، دولة العدالة والمساواة والديمقراطية ، دولة تصون حقوق الفرد ، دولة الحقوق والواجبات ، دولة تنمية يسعد الجميع تحت ظلها ، دولة ذات سيادة قوية وتملك جيش وطني قوي يحمي الوطن وليس جيش للعائلة أو للقبيلة أو للمنطقة أو للحزب أو للولاءات الخارجية والغير وطنية .
هل أدرك عبدالله بن حسين الأحمر في قبره وهو الذي كان جالس بهدوء وقت قتل الشهيد جار الله وكأنه علي إطلاع بدهاليز المؤامرة علي الشهيد ، ولو كان عاش عبدالله بن حسين الأحمر كان سيدرك أن هذه الدولة التي كان يتحدث عنها الشهيد جار الله عمر ويطالب بها قبل قتله بلحظات لو كانت تحققت فهي من كان جيشها الوطني سيحمي أسرة بيت الأحمر ونسائهم من همج المليشيات عندما ظهر إبنه صادق الأحمر وهو يندب حظه ولم يبقي له إلا أن يذرف الدموع وهو يترجي السيد أن يعفو عنهم وأن لا يتعرضوا لنساء بيت الأحمر،
كان سيدرك عبدالله الأحمر شيخ مشائخ طيز حاشد السابق وهو يسمع إبنه صادق وهو يقول ، بوجهك يا سيد عبدالملك أن تعفو عن بيت الأحمر وتمنع التعرض لنسائنا ، فلا قبيلة دافعت عنا في هذا الموقف المهين ولا وهم القبيلة وعنجهيتها حمانا من هذا الموقف المهين وهذا العار .
كان سيدرك عبدالله بن حسين الأحمر أن مقولة…حاشد لو قالت لها دوري دارت…
مجرد أكشن من أفلام هوليوود ومثلها مقولة …أرحب يا جناه….ومقولة….
الحدأ حدأ ….وسيدرك أنه لا وجود لكل تلك الشطحات والأفلام علي الواقع وأن كل قبائل الغنيمة والفيد والخضوع للأقوي ومن تزوج أمهم أصبح عمهم ، لم تتحرك نخوتهم حماية لحرمة التعدي علي دينهم ولا لتفجير المساجد بيوت الله للعبادة ، ولم تحركهم آهات النساء حرائر اليمن المعتقلات ، ولا إستغاثة النساء في مناطقهم لإطلاق سراح أزواجهن أو آبائهن أو إخوانهن أو أبنائهن حتي ولو أحرقن شعورهن وملابسهن في العيب الأسود، كان سيدرك عبدالله الأحمر أن قبيلة حاشد بعنجهتها علي الدولة أيامها تحولت إلي أرنب وعين عليها شيخ مشائخ طيزها الجديد من الموالين الجدد للمليشيات ، ولم يبقي يحرس بيت عبدالله بن حسين الأحمر في الحصبة الا حارس مسكين جالس بين البرد يلبس كبوت من أيام الإتحاد السوفيتي والحرب العالمية ، وهو جالس أمام بوابتها يأكل بسكويت أبوولد ، وهي البيت والقلعة التي كان أفراد حراستها إذا خرموا قاموا يقنصون مبني اليمنية الزجاجي التابع للدولة ، وكان لو حدث إطلاق نار أمام بوابتها خرج جيش من المسلحين بمختلف الأسلحة يطلقون مختلف الأعيرة ويقلقون السكينة العامة ويتسببون بقتل الأبرياء ، ولم يكن حتي الطير يتجرأ للمرور فوق بيت الأحمر بالحصبة، لو كان عبدالله الأحمر عائش حتي اليوم كان سيري بعينه ذل مشائخ الهضبة وتسليمهم مكانس من قبل الحوثي لكنس حواري أمانة العاصمة، وسيدرك أن نخيطه ونخيط كل أولئك المشائخ والذين كانوا يتحركون ويستعرضون في مواكبهم بعشرات السيارات الممتلئة بالمسلحين وهم فاتحين النوافذ ليخرجوا مقدمة أسلحتهم ، وتسير تلك السيارات بسرعة الريح في شوارع العاصمة معرضين حياة المارة لخطر الدهس والقتل وضاربين بالنظام والقانون والدول عرض الحائط وكانت رواتبهم من ما يسمي بشؤون القبائل أصبحوا نعاج محشدون للمقاتلين من فقراء اليمن لجبهات الحرب العبثية .
لو كان عبدالله الأحمر ما زال عائش كان سيدرك ما معني كلام الشهيد *جار الله عمر* عن ضرورة وجود دولة حقيقية وأمن وجيش وطني حقيقي والذي كان سيحميه ويحمي أسرته من الهوان والذل الذي لحق بهم بعد موته ، ولم تستطيع قبيلته ولا القبائل الأخري التي كان شيخ مشائخها أن تحميهم أو تذود عنهم .
ما الذي فعله الشهيد *جار الله عمر*
حتي يراق دمه وهو يطالب بوجود دولة حقيقية كانت ستحمي عفاش وأسرته عندما تخلي عنه جيشه العائلي وأنقلب الميري إلي زنه وتخلي عنه كل أولئك المشائخ الذين رباهم وأنعم عليهم وشخطوا له وجوههم ، وتركوه وحيدا يواجه مصيره في بيته في شارع الكميم ولم يبقي معه مخلصا صامدا الا الزوكه صاحب شبوة ، وكانت نهايته بطانية حمراء بيد الرزامي ، ولم يدافع عنه الجيش الذي سلمه بعتاده وعدته وأسلحته التي طافت ميدان السبعين إستعراضا في كل عيد وطني ، حتي أهم رجال حراسته جاء بكل وقاحة وهو مقيم في مصر هاربا إليها ليتحدث بوقاحة في مقابلة كيف كانت لحظات عفاش الأخيرة ولم يستحي ذلك الحارس الشخصي أنه تخلي عنه في تلك اللحظات الحرجة هاربا بروحه . حتي إبن أخيه لم يجد من تلك القبائل من يناصره ليهرب إلي مناطق معتمدا علي أبناء الجنوب وتعز والتهائم وإب لإستعادة الجمهورية بعد أن تم هدم المعبد علي من فيه .
لو كانت هناك دولة حقيقية وأمن وجيش وطني حقيقي ولاءه للوطن وقوي ،كانوا سيحمون عفاش وأسرته أيضا .
ما الذي فعله الشهيد *جار الله عمر*
لذلك الشاب المتطرف الذي تم الضحك عليه من قبل أفاعي البحث عن كرسي السلطة ومغانمها ومصالحها ، وتم خداعه بفتوي جريمة التكفير للأخر وأنه لا تفصل بينه وبين حور العين في الجنة إلا الموت ، هل كان سيدرك ذلك الشاب وغيره من مغسولي الأدمغة أو غيره من القتلة المأحورين أن الدولة المدنية العادلة الحقيقية التي كان ينشدها الشهيد *جار الله عمر*
قبل إغتياله هي الدولة التي كانت ستوفر له تعليم مجاني وتطبيب مجاني وعلاج مجاني وخدمات وفرصة عمل يخدم بها وطنه ويستطيع إعالة أسرته بدل حياة الجحيم التي أرادها له أصحاب لحي فتاوي النار ، والذين منهم من هرب خارج الوطن ولم يقاتل لا هو ولا أبنائه ولم يقاتل أيضا تلك الحراسات المسلحة والذين كانوا يثيرون الرعب في كل مسجد أو ساحة يخطب فيها وهم ممتشقون للأسلحة والقنابل داخل المساجد كحراسة ، ولم يبقي من كل مناطق الشمال يقاتل ويدافع لإستعادة النظام الجمهوري المغدور ويقدموا الغالي والنفيس الا أولئك المبنطلين من شباب حواري تعز وأريافها وقبائل مأرب الأبية ومن إنضم إليهم من بعض أحرار الجوف والبيضاء وإب ووصاب وعتمة وحجور وبعض أحرار الهضبة وما أقلهم .
في الوقت الذي يظهر علماء التدين السياسي وعلماء السلطة خارج اليمن علي موائد كبسات المندي للحوم العجول والخراف الفاخرة وتحول أبنائهم إلي علماء أساطير ومكتشفين عظام لأدوية علاج مرض طيز الإيدز .
ما الذي فعله الشهيد *جار الله عمر*
حتي يقتلوه وهو قبل قتله يخطب مطالبا بدولة مدنية حقيقية دولة عادلة دولة يحكمها النظام والقانون دولة حقوق وواجبات ، دولة ذات سيادة حقيقية قوية ودولة تنمية سيستفيد أبناء اليمن جميعا تحت ظلها ، يزدهر فيها التعليم والصحة والخدمات والمشاربع وستتوفر فيها الأعمال ويتحرك فيها الإقتصاد وتزدهر الحياة ويحقق الشباب طموحهم وأمانيهم لرفع مستوي حياتهم وأسرهم وخدمة وطنهم ، هولاء الشباب الذي أراد لهم لصوص وتجار الحروب الحاليون أن يكونوا مجرد بيادق للقتل والإغتيالات وللزج بهم في حرب عبثية أهلكت الأخضر واليابس ولم ينتعش فيها إلا تجارة وأموال وإستثمارات اللصوص وتجار الحروب ، فأنتفخت كروشهم وفاضت أموالهم وزادت أرصدتهم وفللهم وعماراتهم وشركاتهم من قرط الأخضر واليابس ونهب الإيرادات وفرض الجبايات الغير قانونية وتجارة السوق السوداء للمشتقات ومادة الغاز وآلاف محلات وشركات الصرافة التي معظمها غير قانونية والمضاربة بما بقي من قيمة منهارة للعملة ، خصخصة التعليم والتعليم الجامعي لصالح دكاكين الجامعات الخاصة ، ونهب الأجهزة المهمة والمكلفة من مستشفيات القطاع العام وتدمير عملها لصالح مسالخ مستشفيات القطاع الخاص ، ولم يعد بإستطاعة غالبية الأسر اليمنية مواصلة تعليم أبنائها أو علاج أفراد أسرهم ، خصخصوا قطاع الكهرباء بمحطات ومولدات كهرباء مسروقة من مؤسسات الدولة وأستخدموا شبكة الكهرباء العامة بدون دفع حتي إيجارها وباعوا الكيلووات ب 85 سنت كأغلي سعر عالمي علي مستوي العالم ، لا أمن ولا قضاء ، وقضاة يتعرضون للتهديد وأخرون للخطف والإعتقال ، نهب للممتلكات العامة والخاصة بوضح النهار ، إلي حد وصل النهب عزكم الله لحمامات عامة والبناء مكانها ، وصل الأمر إلي التعدي علي الشوارع العامة ، ومعظم الشوارع بلا صيانة إلي حد أنه بعد كذا سنوات وشوارع المدن اليمنية قد تحولت إلي شوارع ترابية، رواتب منهوبة في مناطق مليشيات ، وتلك التي تسلم رواتب لا يكفي راتب الموظف قيمة كيس قمح وإسطوانة غاز ، إيجارات أهلكت أرباب الأسر المعدمين أصلا ولا قانون ينظم الإيجار في اليمن وأسعار الإيجارات في صنعاء وعدن ومأرب وتعز ومأرب خيالية ، لا سيادة وحكومة صنعاء وعدن مسلوبة القرار السيادي ومرتهنتين للخارج ، وجرائم عقد صفقات لبيع الأرض والسواحل والمؤاني والجزر والثروات النفطية والغازية والمعدنية والسمكية وتدمير مستقبل الأجيال وثرواتهم .
سياسة تجويع ممنهجة لشعبنا اليمن وتحول الشعب اليمني العزيز الكريم إلي طوابير تنتظر وتشحت صدقات السلال الإغاثية كل ثلاثة أشهر .
ما الذي فعله الشهيد *جار الله عمر*
وهو الذي كان يطالب ويقرع جرس الخطر لكل من له عقل حتي لا تصل البلاد إلي هواية الإقتتال والفقر والجوع والمرض .
متي سيفيق هذا الشعب وأجياله ويتحرروا من أولئك العاهات وأصحاب العقد والصراعات من أجل كرسي السلطة ومغانمها ومصالحها بينما يموت اليمنيون جوعا وفقرا وأمراضا .
متي سيفيق هذا الشعب وأجياله ويتوقفوا عن السير كالعميان في خدمة أولئك اللصوص وتجار الحروب ويتخلوا عن أمراض العصبيات السلالية والقبلية والمناطقية والحزبية والتي يتم بها جرهم وجر بلدهم اليمن إلي محارق الحروب والنكبات والمجاعة والفقر ما ينعكس علي تدمير بلدهم ومستقبل الأجيال لصالح ثروات ومصالح اللصوص وتجار الحروب ، متي سيفيق هذا الشعب وسيفرمت تلك العقلية الغبية التي تثار بالعصبيات المختلفة وتصبح سند لكل وطني شريف ولكل مشروع وطني حقيقي وتنتهي الإقتتال والنكبات المتتابعة …هرمنا
إشتراكيون ….هل إرتوت الأرض من دمنا.
إشتراكيون ….لأجل كرامة الإنسان ثورنا .