مواطن يمني يوجه رسالة الى جماعة الحوثي ، ماذا جاء فيها ؟
الحلقة الثانية
رحبت بكم قوى المشترك كشركاء في الثورة الشعبية السلمية عام 2011 كل ذلك و غيره كثير و كبير… و عند غيري من أعضاء الاشتراكي مثلي و ربما أكثر من ذلك.
و لكن كل ذلك و غيره كثير كبير شيء و ما حدث بعد ذلك من اقتحام لصنعاء و انقلاب مسلح على الشرعية الدستورية الوطنية التوافقية الناتجة عن الثورة الشعبية السلمية بالاشتراك مع الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح ثم منفردين مستحوذين على كل شيء و امتداد طوفان عنفكم و سلاحكم المضاد لثورة فبراير الشعبية السلمية و لمخرجات الحوار الوطني إلى محافظات أخرى و خاصة في الجنوب و هتافكم عالياً ضد الدواعش بغير مناسبة.. و تفجيركم لحرب أهلية مضادة للثورة و للشعب اليمني في الشمال و الجنوب و ما أسست له من حرب أهلية و إقليمية على خلفية علاقتكم بإيران شيء آخر مختلف كل الاختلاف و التي أخذت طائراتها تتتابع يومياً بمجرد وصول رئيس الظل الثوري الأخ صالح الصماد و وفده إلى طهران و إذا بمناورة عسكرية كبيرة على الحدود السعودية و قائمة تعيينات كبرى مطلوب توقيعها من رئيس الجمهورية شبه الأسير حينها هنا بدأ فصل جديد يضعكم مثل قوة غزو من الداخل؟!
لقد غدت إيران ذات فعالية كبيرة في اليمن بواسطتكم و أعلن بعض قادتها أن عاصمة عربية رابعة غدت تابعة لهم و ظهرت تقنياتها العسكرية في اليمن بصورة لا تخفى و ظهر دورها السياسي بأشكال شتى و أمام كل العالم تدخلت بريطانيا في ديسمبر 2018 لتمنع وصول قوات الشرعية إلى موانئ الحديدة بعد ساعات و استكمال سيطرتها على المدينة.
و في رمضان في إحدى لياليه عام 1438هـ الموافق 2017 تحدث قائدكم السيد عبدالملك الحوثي مع قياداتكم في صنعاء و بعد الثناء على دور المرحوم يحيى الشامي أبو زكريا في وصولكم إلى صنعاء.. ثم طمأن الحضور بأن لديه ضمانات بأن قوات الشرعية المتواجدة في نهم لن تتجاوز نقيل ابن غيلان؟ و نشر ذلك في صحف و مواقع في زمنه.. و كان المستر جرينيت البريطاني هو الممثل الأممي في اليمن حينها.. و قد أكدت مصادر عديدة في الشرعية علناً أن جهات دولية و في الرباعية أبلغتهم في 2017 بأن صنعاء خط أحمر الأخ أحمد بن دغر مثلاً.. و بعضهم قال أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري نصح الشرعية في وقت مبكر بقبول سيطرة الحوثيين على صنعاء و التحول إلى معارضة شرعية لهم الأخ الأستاذ عبدالملك المخلافي مثلاً و هكذا.
أنتم قمتم بحركتكم الانقلابية في ظروف ثورة شعبية سلمية تحقق انتصاراً و في مجرى ذلك شكلتم اعتراضاً لذلك المسار و أردتم إعادة إنتاج ماضي كان الناس قد غادروه و هذا يعني أنكم وضعتم أنفسكم في موضع مضاد للثورة الشعبية أو ثورة مضادة كما يقال.
و تحدث صحفيون أميركيون زاروا اليمن توماس فريدمان مثلاً بأن أميركا لديها معلومات بوجود تهريب سلاح من سلطنة عمان مكلفة به وحدة صغيرة من جيش سلطنة عمان إلى سلطة صنعاء.. و أن القاعدة الأميركية في جيبوتي تراقب ذلك.
و لا عبرة بضبط قارب عليه أسلحة إيرانية هنا أو هناك في البحر العربي أو البحر الأحمر فإتقان اللعب يحتاج مهارات و ألعاب متنوعة كما يبدو.
و في طريقكم إلى صنعاء ظهر دور قطري و دور إماراتي و غير ذلك بمستويات متنوعة واضح أن وصولكم و سيطرتكم هو مشروعكم و مشروع إقليمي و دولي أيضاً و لكل حساباته و أهدافه.
و كاتب هذه الرسالة (السطور) لا يتهمكم بأنكم تابعين لأميركا أو بريطانيا حاشا لله ذلك و لكن دراسات هؤلاء الذين يعتبرون أنفسهم متضررين من حركة التحرر الوطني العربية و اليمنية بالذات تجعلكم قوة مفضلة لديهم كما يبدو هذا بعض خلاصات دراساتهم الاستشراقية عن منطقتنا فكونكم تعيشون في ماضي تولّى و تعتبرون أنفسكم كهاشميين أو فاطميين أو طالبيين متضررين من ثورة 26 سبتمبر 1962 اليمنية العظيمة و أختها ثورة 14 أكتوبر 1963 في اليمن الجنوبي يضعكم في مشترك كبير عظيم مع السيدة بريطانيا التي فقدت هيمنتها على إقليم الجزيرة العربية بسبب هاتين الثورتين و أمهما الرؤومة ثورة 23 يوليو العربية المصرية التاريخية التي زلزلت الأرض التي وقفت عليها السيطرة الاستعمارية البريطانية على شرق أفريقيا و المشرق العربي و في قلبه الجزيرة العربية و اضطرت السيدة بريطانيا بعد انتصار ثورة 14 أكتوبر 1963م في تحقيق الاستقلال الوطني الناجز لليمن الجنوبي إلى إدراك أن استراتيجيتها في شرق السويس لم يعد لها أساس يعتمد عليه مما جعلها مرغمة تقبل باستقلال شبه طوعي لمناطق سيطرتها المتبقية في شبه الجزيرة العربية مقابل بقاء نفوذ و مصالح و كلمة مسموعة لها في هذه البلاد ما عدا الكويت التي سبق أن أعطتها استقلالها بعد انتصار ثورة 14 يوليو/ تموز 1958 في العراق الشقيق.
و أحداث كثيرة في مجرى مسيرتكم مثل التغاضي الإقليمي و الدولي عن علاقاتكم التي كان أكثرنا يجهلها عبر ميدي و جزر دهلك الأرتيرية بالإيرانيين حسب الأستاذ عبد الله النفيسي مثلاً إلى تدخلات قطرية سخية سلمية و أنتم في المواجهات الملتبسة مع قوات السلطة في صعدة إلى التباسات دول النفط العربية معكم أثناء غزوة صنعاء إلى الدور العماني المعقد في الحرب اليمنية اليمنية و صحف يمنية عديدة قالت ذلك إلى تعقيدات دور الرباعية المشرفة على تنفيذ قرارات مجلس الأمن حول اليمن إلى خطوط حمراء حول قوات الشرعية التي وصلت نهم إلى دور وزير الدولة البريطاني للشئون الخارجية في تلك الليلة لمنع قوات الشرعية من استكمال السيطرة على موانئ الحديدة في الصباح التالي إلى.. إلى…إلخ كلها فيها شيء من تدبير ماما بريطانيا العجوز غالباً كما يبدو و ابنتها السيدة أميركا و كانت أيدي دعمهما لمشروعكم واضحة و ذلك ليس لأنكم تتبعونهما مباشرة، ولا أنكم صنائعهم و لا عملائهم و لا أي من هذه الأوصاف الفجة غير الصحيحة و غير الواقعية بل لأنكم قوة يمكن أن تكون مناسبة لمنازلة أهلكم مواطنيكم حركة التحرر الوطنية الثورية اليمنية التي لم يمكن ترويضها بالأساليب الأخرى منذ سبتمبر 1962 و نوفمبر الاستقلال الوطني المجيد 67 في جنوب اليمن/ اليمن الجنوبي / و قد أرهقتهما مؤامرات القوى الاستعمارية و أدواتها و زبانيتها المحليون نعم و لكن قوى الاستعمار أيضاً أرهقت و كشفت خباياها في مجرى ذلك و المثل يقول: ما تكسر الحجر إلا أختها،
فأنتم حسب تفكيرهم قد تكونون الأنسب لإعادة شعب اليمن و قواه التحررية الوطنية إلى قماقم التخلف أو العجز بأدوات و أساليب محلية أو تستنزفونهم و يستنزفونكم (إحتواء داخلي أو ربما إحتواء متبادل مزدوج) يعني أنهم يريدونكم أن تخوضوا بإرادتكم الحرة معركتهم بل حربهم المستمرة ضد حركة التحرر الوطني اليمنية التي لم يمكن ترويضها تماماً رغم ما أثخنت بها من جراح.
فهل فهمتم ذلك جيداً.. و هل أنتم مستعدون لمواصلة مثل هذا الدور التاريخي المكلف في هذه البلاد المكافحة ضد الاستعمار و التخلف و التبعية؟! و ليس ضد أي طائفة أو سلالة أو تدين أو اجتهاد عقدي.
المواطن اليمني عبدالواحد المرادي