حسين لقور يرعي مع الراعي وياكل مع الذيب
كتب : جمال البحيري
تم إبتعاث لقور بن عيدان لدراسة الدكتوراه بفرنسا على حساب *دولة الاشتراكي*، *كما وتم تمليكه فيلا بحي جمال بخور مكسر في عهد الاشتراكي ،* *والذي لولاه لم يكن شيئا مذكورا ، ومن مكر التاريخ ان من استفاد من حكم الاشتراكي هو اكثر من يهاجمه بمناسبة وبدون مناسبة ،*
*غير ان هذا الصنف يجسد بوضوح حقيقة اولئك الانتهازيين الذين يرعون مع الراعي ويأكلون مع الذئب ويبدلون جلودهم كلما استدعت المصلحة ومع من غلب ، ويسارعون بعرض بضاعتهم الكاسدة علهم يجدون من يشتريها ، كمهرج في سيرك لم يعد احدا يأبه لعروضه لكثرة ما صارت سمجة تبعث على الملل.*
*لم يخطئ الشهيد علي عنتر حين قال مقولته الشهيرة (ليس كل دال دكتور)، وهو ما ينطبق على صاحب مصطلح اليمننة بن عيدان وأمثاله ممن يتسكعون على هامش السياسة وقارعة التاريخ ، ويتوهمون انهم يستطيعون النيل من الاشتراكي، هؤلاء الذين يضجون اليوم ويتحدثون عن القضية الجنوبية ليرتزقون باسمها و التي باعوها بأثمان بخسة في منعطفات كثيرة كان ابرزها في انتخابات 2006 عندما شغل كبير حزب الرابطة رئاسة الحملة الاعلامية لعلي عبدالله صالح، ومن المخجل على هؤلاء الغثاء ان يتطاولون على الاشتراكي بكل اسفاف ويصفونه بأنه يمثل خطر على القضية الجنوبية، وذلك ليس حبا منهم في القضية ولكنهم يستقوون بها للنيل من الاشتراكي، ولحرف مسارات المكافحين من اجلها..*
*ان ما يقدمه الاشتراكي من رؤى وافكار ومقترحات حلول لم يكن لتسجيل حضور او للفت الانتباه، بل لأنه يعي جيدا قراءة الاحداث وصيرورتها ومئالاتها ، ولا يأبه لردود افعال انصاف الاميين او اولئك الذين يقدمون انفسهم كملكيين اكثر من الملك ، ووفق ما يقربهم زلفى من هذا الطرف او ذاك بإنتهازية مقززة ، كتبه واعلاميين وسياسيين يحرفون بوصلة اتجاههم باتجاه الطرف الذي يظنون انهم سيجنون منه المكاسب.*
*لقد حمل الاشتراكيون القضية الجنوبية في جنباتهم ولا يزالون يحملونها حتى تنتصر، كقضية نبيلة وعادلة، وان من يحاولون ادخال القضية والجنوب في متاهات الاسماء والهوية في هذه الظروف وبهذا التوقيت إنما يسيئون للقضية ويشكلون اخطارا فادحة عليها، وان تنظيراتهم الغبية بإنكار يمنية الجنوب، هو طمس مسمى الدولة التي كانت طرفا في شراكة الوحدة (جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية)، و هو ما يعني تتويه العالم والرأي العام والمنظمات الحقوقية الدولية عن اسم الدولة التي كانت عضوا معترفا به بمجلس الامن والأمم المتحدة والجامعة العربية والتي يريد اليوم ابناءها استعادتها، وكما قال العطاس، الباب الذي دخلنا منه لابد ان نخرج منه، وعلى ذلك فماذا يريد بن عيدان وامثاله، وما هو المخطط اللئيم الذي يريدون الوصول اليه بإنكار يمنية الجنوب في الوقت الراهن!؟*
الا يعني ذلك ادخال الجنوب في متاهات هو في غنى عنها!؟، ولماذا لا ينتظر بن عيدان ومن وراءه ان كانوا صادقين حتى استعادة الدولة وتقرير المصير، ثم يوضع الامر للاستفتاء الشعبي كما نصت وثائق المجلس الانتقالي الجنوبي التي يقفز عليها بن عيدان وباسم مناصرة الانتقالي، والحقيقة انه يضع الانتقالي في صدام مباشر مع جماهيره .ويعمل على افراغ مضامين ومسارات القضية الجنوبية وقانونيتها.
*ان المواقف المرتبطة بقضايا الناس والوطن لا ينبغي التعاطي معها بخفة وانتهازية ووفقا لمصالح أنية، وعلى من يعانون من عقدة النقص ولا يزالون يجترون احقاد الماضي ظنا منهم ان الفرصة باتت سانحة لضرب الاشتراكي واقتلاع جذوره من الجنوب لكي يتمكنوا بقاماتهم الضئيلة من المزاحمة على الظهور، عليهم ان يعوا جيدا ان الاشتراكي حزب يستند الى تاريخ نضالي وتجربة كبيرة وهو عصي على الاقتلاع، كما انه يدرك بكل عمق ان هؤلاء يريدون جر المجلس الانتقالي الى الخصومة مع كل اطياف الجنوب السياسية والاجتماعية وعزله بقدر المستطاع لإضعافه وكسره في نهاية المطاف..*
لقد نسي لقور بن عيدان انه ظل يغازل الرئيس هادي ويتغنى باليمن الاتحادي حتى نهاية العام 2017 للحصول على منصب دبلوماسي، وحين لم يلتفت اليه هادي، بدل النغمة واخترع نغمة اليمننة، وبيقين تام وكحقيقة لا تقبل الجدل يشكل هؤلاء خطرا جسيما على القضية الجنوبية، كونهم يعملون على تتويه الثابت الدامغ بأن جمهورية اليمن الديمقراطية كانت الطرف الذي دخل في شراكة الوحدة، وليس هناك دولة او مسمى اخر يحمل اي صفة غيرها..
*وللتذكير، فإنه حين تحققت الوحدة كان حزب بن عيدان (الرابطة) اول من صفق لها الى درجة انهم غيروا اسم حزب رابطة ابناء الجنوب الى (حزب رابطة ابناء اليمن)، وبما يتوافق مع الواقع الحديد، ومعه غيروا شعاراتهم وجلودهم ولونهم، بينما كانت قيادات الاشتراكي تغتال وتسفك دمائها في شوارع صنعاء، ولذلك فإن حديثهم عن اليمننة لا يعدو كونه مجرد شعار فارغ يستثيرون به العوام، لان الخلاف الجوهري الذي حدث لم يكن يوما على الهوية وإنما كان على ادارة دولة الوحدة بعد حرب ٩٤ القذرة، التي ذبحت الوحدة وحولتها الى وحدة ضم اليمن الجنوبي الى اليمن الشمالي، والتي رفضها الاشتراكي في حينه، وان حديثهم عن ان الاشتراكي يشكل خطر على القضية هو حديث مستهلك لا صحة له ولا منطق، ذلك ان ثورة الحراك السلمي الجنوبي انطلقت من مقرات الحزب الاشتراكي، وكانت قياداته في الصف الاول في الاحتجاجات والمسيرات والمعتقلات، ونصبت المحاكم لمحاكمة اعضاء لجنته المركزية وكان ابرزهم سالم الخيال وفضل مفتاح ومحمد ناجي سعيد والعشرات الاخرين من نشطاء واعضاء الاشتراكي لا تسعفني الذاكرة لحصرهم، ناهيك عن شهدائه الذين سقطوا في الميادين والساحات، وفي الوقت الذي كانت رابطة لقور بن عيدان تكتب شعارات الحملة الانتخابية لعلي عبدالله صالح ويتسابق هؤلاء المتنطعين على موائده ويترزقون على حساب الجنوب وقضيته، كان باعوم وعلي منصر ويحيى غالب ابرز قيادات الاشتراكي في معتقل سلطة صنعاء، يدافعون عن استحقاقات القضية الجنوبية العادلة*.