كفى تجارة باسم الدين والوحدة
علي الحاشدي
في تعليق له على فلم تصويري عن حرب 94 المشئومة الموسوم بعنوان الوحدة المسيرة الخالدة من اعداد عبدالولي الشميري وتقديم يحيى علاو هذه الحرب التي وجهت اول طعنة خنجر في خاصرة الوحدة واليمن يكتب علي الحاشدي هذا التعليق المهم .
“” ندافع عن الوحدة من اعدائها الادعياء بالوحدوية وهم الد الخصوم للوحدة ومشروعها
أعداء بناء دولة الوحدة
من دمروا حب الوحدة بالنفوس حين استثمروا الوحدة كغنيمة وليس كمشروع وطني .
وحين شنوا تحت راية الوحدة الحروب ضد الآخر للتفرد بنهب الثروة والسلطة .
واضح الخط من عنوانه من المؤلفين علاو وعبد الغني نصر الشميري بأنه يمثل وجهة نظر غير محايدة بل تمثل وجهة نظر برجوازية اقطاعية متأثرة بفكر الاخوان ومواقفهم من الوحدة ونظرتهم المستقبلية لها خالي من منظور القوى الاجتماعية المنحازة للفئات الاجتماعية العريضة من العمال والفلاحين والمهنيين والمثقفين الثوريين الذي كانت الوحدة بالنسبة لهم مرتبطة بتحقيق العدالة الاجتماعية وباستعادة المضمون الاقتصادي الاجتماعي لأهداف الثورة اليمنية المتعلقة بإقامة نظام ديمقراطي يحقق العدالة الاجتماعية ويزيل الفوارق بين الطبقات وهو مضمون يساري للثورة اليمنية لم يتحقق من بعد انقلاب 5 نو فمبر 1967م وعودة التحالف الملكي الاقطاعي القبلي للهيمنة مع على السلطة وتحالفهم القوى الدينية الاخوانية التي وقفت ضد الاحزاب اليسارية والقومية وقادوا ثورة مضادة في السيطرة على التعليم والاوقاف والإرشاد وتأسيس المعاهد الدينية -المعاهد العلمية التي وصل مجموع طلابها قبل حلها إلى أكثر من سبعمائة الف طالب وموازنتها لأكثر من سبعة مليار ريال وتم استقطاب تمويل قيادات وكوادر التدريس فيها من منتسبي الاخوان في مصر وسوريا والسودان ومن اخوان اليمن إدارة ومعلمين ومناهج رجعية ودعمت منظومة الاخوان بالمنطقة الغربية وبدعم من الأنظمة الرجعية العربية التي جندتهم في صراعها مع اليسار العربي القومي والماركسي بل توسع هذا التحالف ليشمل تغيير التركيبة الوطنية للجيش والأمن وفق توجهات غيرت عقيدة الجيش وحددت مصادر تجنيد القادة كما هو شأن هندسة النخبة الحاكمة خصوصا في مرحلة تحالف عفاش والاخوان 1978م – 1990م
ولم يقتصر تأثير فكر الإخوان على العملية التعليمية بالمدارس والجامعات بل تم خصخصة التعليم والصحة إضافة إلى حملة الاسلمة في الخطاب الديني الذي نشط في المساجد وحولها إلى مقرات ومركز إخوانية وتحالفهم مع الغرب ضد الاتحاد السوفيتي وضد الأنظمة الجمهورية والقومية وفتح معسكرات الجهاد في أفغانستان وباكستان من المغتربين والمتطرفين بل ومن داخل ألوية الجيش اليمني خصوصا من الفرقة الأولى مدرع واللواء الثامن صاعقة وتأسيس جهاز الإرشاد بالجيش اليمني قبل الوحدة يجول بالمعسكرات باسم إعادة الناس للإسلام وحرب الشيوعية وهذة الخطوة أسست الجناح العسكري او ماعرف بالجبهة الإسلامية لمحاربة الشيوعية بالمناطق الوسطى وهم النواة الأولى لمنظومة المجاهدين الأفغان والقاعدة لاحقا وجيش المجاهدين المنظمين بل من قادوا ونفذوا الاغتيالات لكوادر اليسار من عام 1981م بشكل خاص وفرق الاغتيالات لاعضاء الحزب الاشتراكي اليمني بعد الوحدة وجيش المجاهدين في حرب 1994م التي الف عنها عبد الغني نصر الشميري كتابة الف ساعة حرب وفي ذلك توثيق لحروبهم الجهادية وحربهم غير المشروعة تحت شعار حرب الردة والانفصال وفتاوي التكفير
هم من خرجوا مظاهرة مليونية ضد الوحدة ودستور دولة الوحدة ومن كفروا دستور الوحدة
ثم رفع ا راية الجهاد ضد المرتدين وباسم الوحدة وهم اعدائها
هؤلاء هم من يسرقوا البلد ويزيفوا التاريخ ويتاجرون بالدين والأوطان
كيف لهم أن يكونوا وحدويون وهم لايعترفون من الوحدة بغير التوحد مع السلطة والثروة والتوحد مع ذاتهم والغاء الآخر والانقلاب على وثيقة العهد والاتفاق وكذلك فعل عفاش والحوثي في الانقلاب على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني وكانوا الإخوان اول من أصدر بيان رفض لمخرجات مؤتمر الحوار الوطني باسم مشائخ علماء وقبائل اليمن ضد الدولة المدنية قبل أن ينقلب عليها الحوثي
الوحدة التي يقاتلون عليها هي وحدة الفيد والغنيمة والضم والالحاق وسلطة المركز والثورة الام والثورة البنت والأصل والفرع
لذلك اكتب هذا الموضوع قبل أن أطلع على ماكتبوه في هذا المسلسل الذي اعتقد بانة امتداد لمشروعهم في تجيير احداث و وقائع ومحطات التاريخ لصالح مشروعهم السلطوي بتحالف قبلي اقطاعي طفيلي طائفي
لايؤسس لثقافة وطنية ولالمشروع دولة التعددية الديمقراطية ولايقبلون بالعدالة الاجتماعية ولابحريات وحقوق الإنسان والمساواة ولابحقوق المرأه الا كناخبة لهم فقط
خلفياتهم توضح هويتهم وأهدافهم ومشروعهم غير الوطني الذي انقلبوا فئة على الشرعية من داخلها وبدلا من الانتصار للدولة صاروا ينتصروا للحزب ولملشنة الجيش والأمن والمقاومة ويستحوذوا على الوظيفة العامة وعلى منابع النفط والثروة ويقيموا دولة داخل الدولة ويواصلون نهج الاغتيالات للآخر.”””