ضع اعلانك هنا

إستعادة دولة الجنوب…وجدلية المستحيل/2.

إستعادة دولة الجنوب…وجدلية المستحيل/2.

مصطفى محمود

في المقال السابق قلنا بان استمرار الوحده اليمنيه كان منذو ثلاثون عاما ومازال حتى اليوم وسيظل لمائة عام قادمه قرار دولياً… وان الوعود باقتراب دولة الجنوب ، ماهو إلا وعدٍ المخدوعين الجنوبيين بجنّة غير موجودة، كي يرضوا بجهنم التي يعيشون فيها

في هذا المقال سنتحدث عن ما ينبغي على اليمنيين فعله من اجل الخروج.من هذه الدوامه ….

اولاً….. ينبغي على القوى المتصارعه في الساحه اليمنيه الاعتراف.. بأن صراعهم ذاته بات صراع المهزومين ، والقوة الوحيدة التي يمتلكها مهزوم هي قوة الاعتراف بالهزيمة، فمشروع الانفصال واستعادة دولة الجنوب هُزم، ومشروع الحوثي والدوله الهاشميه الزيديه هزم، والمشروع الاسلامي السني هزم، و المشروع الشيعي باليمن هزم .. كلّها هُزمت ، أو هي في طريقها إلى الهزيمة، وإصرار أي من أصحاب تلك المشاريع على مشروعه، بدعم القوى الحامية، ليس سوى إيغال في الهزيمة، له وللآخرين وللشعب وللكيان اليمني الذي حاول رئيس الجمهوريه رشاد العليمي بناؤه من جديد.

ثانيا… ينبغي علينا الاعتراف بأن ما يجمع الشعب اليمني ، تحت سقف كيان اسمه اليمن ، ليس الأخوّة ولا المحبة ولا التعاضد والبنيان المرصوص ولا الأصل والعمق التاريخي والأصالة، ولا أي من تلك الفضائل الأخلاقية التي لم تنجب سوى القتل والشيطنة والتسلّط. بل إن ما يجمع اليمنيين هو المصلحة، مصلحتنا بالعيش المشترك والاعتراف المتبادل وتقاسم السلطة والثروة والنفوذ، وذلك حفاظًا على دمائنا ومستقبل أطفالنا،

فليس للجنوبي مثل حظ السُّماليين ، ولا للشمالي مثل حظ الجنوبيين هذا من جهة، ومن جهة ثانية مصلحة النظام الدولي الذي لا غنى لنا عنه، والذي ثبت حدودنا اليمنيه لمابعد سايكس بيكو الى مئة عام قادمه ، فهذه الحدود باتت حدود كياننا السياسي الذي ليس لنا سوى البناء عليه والعيش تحت سقفه، فلا يمكن توسيعه، كما يرغب الحالمون بالمشروع الشيعي ولا تضييقه كما يرغب الحالمون بالتقسيم أو الانفصال اليوم،

ثالثا.. فالشعب الجنوبي الذي دفع ثمن الأحلام الماركسيه الأكبر من الكيان الجنوبي سابقًا، ليس عليه أن يدفع ثمن الأحلام المناطقيه الأصغر من الكيان اليمني اليوم، لنلتزم بحدودنا السياسية إذًن، ونصنع حياة مشتركة داخلها بناءً على الفائدة والمصلحة معًا، وإن كان الكلام السابق يخصّ المجلس الانتقالي ، فإنه يخص ايضا كافة القوى ذات المشاريع والهويات عابرة للدوله من جهة أخرى، تلك الثنائية التي لن تنجب سوى “الخراب ”لليمن لن يستفيد منها سوى امراء الحروب.
@إشارة

يتبع،،

ضع اعلانك هنا