فاروق السامعي
.لم يغادر عامل المصفاة جذوره الفلاحية أو يتجرد منها ، ولم يقبل التقولب في الغطاء المدني الذي أتاحته طبيعة مدينة عدن بتعددها المختلط وتقبلها التعايش مع كل القابلين بديمجرافيتها وثقافتها وسلوكها كي لا يكون فريسة سهلة تتقبل سلطة الأمر الواقع وتبرر صيغ الاحتلال والوصاية وتدافع عن الوجود السرطاني للمحتل داخل الجسد اليمني المعتل والممزق .
هكذا كان “عبدالفتاح اسماعيل” الطفل الذي دفعته أوضاع جغرافيته للنزوح المبكر لعدن كما دفعت الكثير من سكان المناطق السفلى لليمن للهرب من ظلمات واستبداد نظام الهضبة الكهنوتي والبحث عن بقعة ضوء ولقمة رزق وكرامة ممكنة .
“فتاح” عاشق الأرض والمتجذر بها الفلاح البسيط والمثقف النقابي العمالي الثائر كتب تاريخاً يمنياً بالسيف وحرر الأرض والعقول ودفع روحه ثمناً لقيمه وأصبح خالداً كنجم يقود بحر اليمنيين ..