*توسع الصراع وعلاقته بالقضية الفلسطينية
من منطلق التسليم والإيمان المطلق بعدالة القضية الفلسطينيه وحق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال وتحرير أرضه والدفاع عن مقدساته ومقدسات الأمة بكل الطرق والوسائل المتاحة لديه ومنها التحالف والتنسيق مع اي طرف سيمده بالسلاح، والمال، والدعم السياسي، او العسكري، وغيره… بما يصب في خدمة قضيته وتحرير أرضه وذلك حق مشروع له ولا يحق لاحد ان يعيره في ذلك او يستنكره..
غير أن توسع نطاق الصراع في المنطقة وبالتحديد في نقاط تمركز أدوات ما يسمى بمحور المقاومة في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن تحت سقف ضربات ترويضية للشعوب لا تتجاوز أهداف وسيناريوهات القوى( الصهيو أمريكية غربية إيرانية) لتدمير المنطقة وشل انظمتها وقدرتها على النهوض والاستقلال بالقرار والسيادة لم ولن يكن ليخدم القضية الفلسطينية وتحرير فلسطين..
ان أهمية خلق هذا الصراع تحت ما يسمى (محور المقاومة ) بالنسبة للعدو الصهيو أمريكي إيراني ضرورة بالغة الأهمية لتوفير غطاء سياسي يمرر على الموقف العربي الرسمي البالغ حد السذاجة في تعاطيه مع مثل تلك مبررات لتواجد تلك القوى في المنطقة وديمومة العبث بامنها واستقرارها ونهب ثرواتها والحيلولة دون الدخول في حرب مباشرة ومكلفة مع دول وشعوب المنطقة كما حدث مع العراق.. علما ان أحدا لن ينجوا منها وسيأتي الدور على الجميع تحت هذا الغطاء..
إن الأدلة على ضبطية وقع وضربات هذه الجماعة تشير بجلاء إلى انها تعمل وفق سيناريوهات معدة سلفا ومدروسة كعمليات طفيفة من قبل طرفي الصراع (تلك القوى_ ومحورها ) فضربات حزب الله في جنوب لبنان محدودة ولا يمكن لها ان تحرر فلسطين ولو كان الهدف تحرير فلسطين ومقاومة الكيان الصهيوني وامريكا كما يدعون لكانت العمليات مختلفة ولطالت العمق الإسرائيلي والقوات الأمريكية المتواجدة في المنطقة، وليست مجرد مناورات على الحدود فيما الشعب الفلسطيني يباد وامريكا تقاتل مع الكيان الصهيوني بسلاحها واساطيلها وموالها، وجنودها…
ومثله الحال في العراق وسوريا حيث تتواجد القوات الأمريكية تسرح وتمرح دون اعتراض من قبل تلك الجماعات وما يحدث لها من ضربات مزعومة فهي مجرد عمليات تخديرية لاترقى لمستوى اهداف تحرر ومقاومة صادقة ضد التواجد الأمريكي رغم إمكانية ذلك الا أن الأوامر هكذا اراد لها مخرجها ان تكون في حدود أهدافه العدوانية على بلدان وشعوب المنطقة وفي ايطار حقده ومصالحه الاستعمارية..
اما في اليمن فحدث ولا حرج حيث يتم تمثيل الدور الأهم والاكبر لتلك المسرحية القذرة بضربات صاروخية من قبل جماعة الحوثي 95% منها تصب في البحر؟؟!! و5% منها إصاباتها طفيفة تعالج بمجرد انتهاء صدى إنفجار الصاروخ الدخاني بقرب السفينه او فوق حاوية على سطحها !!! بالمقابل يرد الامريكان والبريطانيون (طرف المؤامرة الآخر) بضربات مماثلة تستهدف مواقع فارغة تم استهدافها مرارا وتكرار او مصالح ومقدرات وطنية ملك للشعب..
كل ذلك ليس عجز ولكن تناغم وتخادم لتخدير الشعب وتمكين الجماعة من الحكم في الشمال وإبقاء الوضع على ماهو عليه في حالة تشضي وعدم استقرار وحالة اللا دولة وبالتالي تدويل باب المندب وتمكين تلك القوى (الصهيو أمريكية غربية إيرانية ) من التواجد وفرض هيمنتها على المنطقة وأهم الممرات المائية الجنوبية، والشرقية للعالم والتحكم بها واستمرار تغذية تلك الجماعات لاستدامة الصراع والفوضى في المنطقة وخلق مناخ وضروف تهي لفشل وتخلف مزمن لشعوب المنطقة …
وبما أن المنطقة مستهدفة برمتها من قبل تلك القوى (الصهيو أمريكية غربية إيرانية ) فإن القضية الفلسطينيه هي جزء لا يتجزأ منها وبالتالي فإن ما تقوم به تلك الجماعات او ما يسمى بمحور المقاومة!!! تحت سقف أهداف تلك القوى التي دمرت العراق وسوريا وتقاسمت النفوذ هناك ودعمت جماعة الحوثي الإرهابية في اليمن لا يمكن أن تأتي لتحرير فلسطين او دعم الحكومة اليمنة او غيرها !!؟؟
ولذلك فإن ماتقوم به تلك الجماعات لا يخدم القضية الفلسطينيه بقدر ما يخدم العدو الصهيوني وداعيميه والمتخادمين معه؟!! ويلهي الشعوب والرأي العام العربي والدولي عما يرتكبه الكيان الصهيوني بحق الشعب الفلسطيني من جرائم حرب إبادة جماعية وعمل نازي لم يسبق له مثيل في التاريخ…
عبدالسلام السامعي.