السطو الادبي ظاهرة خطيرة في الوسط الثقافي
د. عمـر العــودي
في هذا البلد المليئ بالماسي التي تتخلل معظمها نهب الحقوق والممتلكات المادية تحت ذرائع متعددة وتتنشر السرقات للمقتنيات والمجوهرات و الاثار التاريخية ويتجاوز الامر الى السطو على الاعمال الادبية الابداعية وقد كان احد ضحايا هذا الوضع البائس في البلاد هو الكاتب الشاب نجيب عبدالحميد الفقيه مؤلف رواية العرش ، تلك الرواية المليئة بالمشاهد المثيرة الني حاول من خلالها الكاتب الخروج من شرنقة الخرافات لتفسير بعض الظواهر التي لطالما ربطها الاهالي في قرية العرش الواقعة في احد مناطق تعز بالقوى الغيبية والارواح الشريرة محاولا ان يعطي الظاهرة بعدا علميا يتقبله العقل ويدحض فيه رؤية المشعوذين والكهنة التي ترسخ الخرافة في الذهنية الجمعية للمجتمع ذلك ان هذه الرواية قد تعرضت للسطو والقرصنة الادبية من قبل كاتب السيناريو ومخرج مسلسل ماء الذهب الذي تعرض حلقاته في شهر رمضان الحالي حيث تم اقتباس اهم المشاهد الرئيسية في الرواية ودمجها. في سيناريو هذا المسلسل الذي عرضت منه حتى اليوم اربع حلقات، وهذا العمل الذي حدث يعتبر سابقة خطيرة غير مالوفة في الوسط الادبي والفني ولعلها تسبب الكثير من الاذى النفسي لصاحب الانتاج الادبي الابداعي الذي تعرض للسطو من قبل اولئك الذين يلهثون وراء المال والشهرة ولو كان ذلك عن طريق السطو على نتاجات الاخرين الفكرية فياله من شمل جديد للسطو ومصادرة الحقوق ، لقد تعدى كل حدود المقاييس الاخلاقية ولا نعرف من قاموا بهذه الجريمة الاخلاقية هل فعلا ينتمون الى شريحة الادباء والكتاب المتنورين الذين يعتبرون قدوة المجتمع الثقافية والحضارية، انه امر محزن فعلا يستدعي كافة الشرائح المثقفة في المجتمع بادانة مثل هذا التصرف. ومن الهيئات القانونية والحقوقية. ان تقف بالمرصاد لمثل هؤلاء القراصنة الذين يفسدون الوسط الادبي والثقافي ويعكرون صفو. الاجواء الثقافية في المجتمع بشكل عام