كارثة الحوثيين على اليمنيين
أمين الخرساني
تمثل كارثة وصول الحوثيين إلى الحكم في اليمن أخطر من كارثة تسونامي الذي ضرب الشواطئ الأندنوسية وذلك للأسباب الآتية : أولا قطع رواتب مئات الآلاف من الموظفين اليمنيين وكان الهدف كما يبدوا إحداث تغيير ديمجرافي في أمانة العاصمة يهدف إلى تخفيض عدد السكان القادمين من محافظات جنوب الشمال وقد حققوا ما أرادو . ثانيا ضرب التعليم وتوسيع نطاق الجهل والتجهيل وذلك من خلال مصادرة رواتب المدرسين في التعليم العام والجامعي والهدف توسيع قاعدة الأمية لأنها الوسيلة المناسبة لقبول اليمنيين بحكمهم وبالفعل تراجع مستوى التعليم وتوسعت دائرة الأمية في مناطق شمال الشمال فازداد الفقر والجوع وخروج عشرات الآلاف من الطلاب من سلك التعليم مكن الحوثيين من تجنيد عشرات الآلاف من تلاميذ المدارس . ثالثا ضرب القطاع الخاص من خلال مضاعفة الضرائب ونهب مؤسسات القطاع الخاص بصورة مباشرة وإلغاء الفوائد على الودائع المالية في النظام المصرفي والبنكي والإستيلاء على الوكالات التجارية بعد أن احتكروا التجارة والإستثمار في القطاع العقاري ، حيث سيطروا على أراضي الدولة وأراضي الأوقاف . رابعا صادروا الإحتياطات النقدية في البنك المركزي اليمني والبنوك والصناديق التابعة للدولة ووضعوها في البيدرومات وادعوا أنهم ليس لديهم أموال سائلة لصرف الرواتب . خامسا منعوا تطعيم الأطفال والهدف قتل أكبر عدد ممكن من أطفال اليمن لاعتقادهم الخاطئ أن المهدي المنتظر لن يظهر ، إلا في ظل إنتشار الفقر والجوع والبؤس والفقر والموت والحروب . سادسا أختطفوا عشرات الآلاف من اليمنيين لمجرد الإشتباه بهم أنهم من مناصري الشرعية والبعض الآخر من الموسرين والمغتربين وفتحوا باب المساومة على إخراجهم والمتاجرة بهم في أسواق تجارة البشر التي ازدهرت لديهم في ظل عدم انتقادهم من جانب المنظمات الدولية المعنية بحقوق الإنسان ، بل وجدوا تواطئا مباشرا من جانب الدول الكبرى على توسيع هذه الجرائم ، طالما وهو يسير وفقا للمخطط الغربي الإيراني لتمزيق المنطقة العربية . سابعا تهريب العملات الصعبة من المناطق المحررة إلى مصارفهم وبنوكهم الخاصة غير المعلنة وتوسيع إستثماراتهم في المناطق المحررة في محلات الصرافة بهدف ضرب عملة الشرعية وتجويع المناطق المحررة وإثارة النقمة ضد مؤسسات الدولة وفرض أسعار خيالية لعملتهم مع أن أسعار بعض السلع في أسواق مناطق الشرعية أفضل من أسواق مناطق شمال الشمال . ثامنا الدخول في مغامرة عسكرة البحر الأحمر التي رسمتها لهم إيران تحت يافطة نصرة غزة والحقيقة أن هدفها الإستعماري المتفق عليها من جانب إيران والدول الغربية هو صرف الأنظار عن مأساة قطاع غزة وإضعاف الإقتصاد المصري من أجل إنخراط مصر بخنق الفلسطينيين في قطاع غزة وإضعاف إقتصاد المناطق المحررة للقبول بتقديم المزيد من التنازلات للحوثيين ويأتي في المقدمة تجويع عشرات الٱلاف من الصيادين في سواحل البحر الأحمر وخليج عدن . وتهدف إيران من وراء هذه الزوبعة الطويلة العريضة إلى إقناع الدول الإستعمارية على توسيع مصالحها والسماح لها بإنشاء مستعمراتها الخاصة في منطقة الخليج والجزيرة والإعتراف بدورها كشرطي في المنطقة وإخطبوط إستعماري جديد لمصادرة حقوق الشعوب وكرامتها وتحويل الكثير من دول المنطقة إلى أسواق إستهلاكية لمنتجاتها الزراعية والصناعية . والدول الإستعمارية الكبيرة تتفهم المطالب الإيرانية . وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد اعترفت لإيران بهذا الدور وتحقيق طموحاتها الإمبراطورية الجديدة في ظل إدارة الرئيس
الأمريكي الأسبق باراك أوباما ، إلا أن ترامب رفض الإعتراف لإيران بهذا الدور بعد أن ضخت المملكة العربية السعودية مئات المليارات من الدولارات في شرايين الإقتصاد الأمريكي . وعلى هذا الأساس وفي ظل سعي الحوثيين إلى رهن مقدرات الشعب اليمني لإيران وتحويل اليمن إلى مستعمرة إيرانية وسوق إستهلاكية لها ، فإن على اليمنيين أن يستعدوا لحرب شعبية طويلة المدى لإخراج الإستعمار الإيراني المتخلف وأدواته من اليمن . * مدير عام مكتب الإعلام بمحافظة تعز