الغرب والحرب المفتوحة!!
يمارس الغرب حرب مفتوحة ممنهجة مصحوبة بلغة عنصرية عرقية دينية معلنة على العرب والمسلمين ذات ابعاد مختلفة (عسكرية،اقتصادية، سياسية، ثقافية، فكرية، دينية، عرقية) ومجند لذلك تراسانته العسكرية ومراكزه البحثية، وخبراء السياسة والمال والاقتصاد، ووكالات الاستخبارات ، ومليارات الدولارات. فيما العرب في غيهم يعمهون لا تتجاوز اهدافهم وافعالهم تسجيل مواقف نرجسية عاطفية لخطابات وادانات جوفاء على هذه القناة او تلك؟؟؟!!!
هناك حرب وحشية وأفضعها سادية ونازية في التأريخ ليس ضد قوة نووية بل بحق شعب اعزل قدراته لا تتجاوز أسلحة تقليدية بسيطة يدافع بها عن نفسه وأرضه المحتلة من قبل كيان غاصب ساعياََ لنيل حقه في حياة حرة وكريمة كغيره من شعوب العالم.. الا ان الغرب النازي لايرى في ذلك حق ليس للفلسطينيين وحسب بل للعرب أجمع وما حرب غزة إلا مدخل لحرب مفتوحة طالما خطط واعد لها لتطال كل دول المنطقة واسقاطها في اتون فوضى وحرب طويلة الأمد يسهل تقاسمها من جديد والسيطرة عليها..
وعليه فكانت البداية وحشية ونازية صادمة وفق استراتيجية معدة ومدروسة لحرب إبادة جماعية للفلسطينيين ودمار شامل للأرض والإنسان وصوت نازي واحد بنفس الوقت لمعظم حكومات الغرب ذات القدرات التكنولوجيا والعسكرية، و النووية القادرة على اتخاذ مواقف أحادية حيال اي حدث ما … إلا أنها فضلت وحدة الخطاب والموقف والصف أمام القضية العربية الفلسطينية (محدودة الخطورة والقدرات) ورغم الشتات الجغرافي والتعدد العرقي والثقافي والديني لتلك الأطراف ما يعني ان عامل العداء للعرب والمطامع بثرواتهم هو العامل الحقيقي خلف وحدتهم ومؤامراتهم على الأمة..
وذلك لضرب عزيمة العرب وهزيمتهم من الداخل تحت تاثير فرط وحشية ونازية الحرب المجنونة وتكتل القوى واستعراض الاساطيل لارباكهم وشل قدرتهم على اتخاذ موقف موحد ولو بالحد الأدنى لنصرة اخوانهم الفلسطينين والدفاع عن أنفسهم.. وهو ما بدا واضحا للأسف في الموقف العربي الرسمي.. هكذا يبدو تعاطى الغرب مع العرب..
ومن منطلق إدراك الغرب لإفتقار العرب للقدرات الذاتية والملكات العصرية والتكنولوجيا والعسكرية المتطورة هوات الألقاب والنياشين؟؟!! أصحاب السمو والمعالي والفخامة والزعامة والاوسمة والفنادق، والقصور، والأبراج السامقة، والمراقص، والكازينوهات، والمدن العائمة المحاطة بحماية القواعد والاساطيل الغربية؟؟!! اهل الشقاق والنفاق والخيانة والتأمر والفرقة والعنتريات البينية والحدود الَمصطنعة رغم وحدة الدين واللغة والجغرافيا والثقافة إلا انهم اختاروا الشتات لأنفسهم والانقسام في الصف والكلمة والموقف.. وهنا يجد المرأ نفسه مرغما على الاعتراف بأننا امة غارقة في الجهل والتخلف والنفاق بحاجة إلى من ينقذنا؟؟!!
ومن منطلق تلك السياسة والنضرة الدونية والعدوانية للعرب سارع الغرب بدوله النووية الكبرى ذات النزعة الاستعمارية النازية للدفع بكل ثقله السياسي وترسانته العسكرية للتكشير عن نابه بوجه شعب اعزل لكونه يطالب بحقوقه المغتصبة رغم علم الأول بمدى قدرات الأخير وامكانياته البسيطة في مقاومة الاحتلال وحقه المشروع بالدفاع عن نفسه في كل الشرائع والاعراف والقوانين الدولية ..
ولأن الهدف الحقيقي خلف تلك الاجندات هو المنطقة العربية برمتها ابت الغطرسة الغربية إلا أن تمنح الكيان الغاصب كل الدعم السياسي والمالي والعسكري ولم تكتفي بذلك الحد من الدعم بل ذهب مسؤوليها لإشهار وقوفهم إلى جانب الكيان اليهودي الصهيوني من منطلق عرقيتهم اليهودية وإعلان استعدادهم لخلق كيان غاصب في قلب الأمة العربية في حال كان الكيان الكائن غير موجود ؟؟!!!
مشرعين لأنفسهم وللكيان الصهيوني احتلال أرض الغير بالقوة ومانحيه حق الدفاع عن نفسه حسب زعمهم.؟؟!! ناسفين بذلك كافة القوانين والأعراف والمواثيق الدولية والشرائع السماوية المعنية بحقوق الإنسان ما يعني افراغ تلك الشرائع والمنظومة الدولية من مضامينها القانونية وفرض قانون الغاب في حرب نازية عدوانية ظالمة ومفتوحة على العرب الامر الذي استعصى على العرب استيعابه او انهم لايريد ذلك حتى ينتفضوا لمواجهته ؟؟!!!
هذه اللغة واللهجة العدوانية السافرة تكشف عن غيض من فيض العداء والحقد والكراهية والسادية التي تسكن مهندسي السياسة الغربية تجاه الأمة العربية والإسلامية وهو مايضع العرب أمام اختبار صعب ومرحلة تاريخية فاصلة بين ماضي اتسم بالفرقة والشتات والارتهان لتلك القوى والاتكال عليها في عملية الإنتاج والتصنيع والابتكار ومواكبة العصر وتجميد العقل العربي وتحويله إلى تابع ومتقبل ومستهلك فاقد للإبداع والعطاء…
ناهيك عن الاستعانة بتلك القوى في حروب بينية مفتعلة تقف خلفها القوة ذاتها الصانعة للحدود الجغرافية والعداوات الوهمية وتغذيتها بسياسة التجاذبات وبهرجات الحماية والدفاع المشترك ؟؟!! وتوطين القواعد العسكرية الغربية داخل اراضي ومياه دول المنطقة ضد من؟ ولحماية من؟ ممن؟ لا نعلم؟؟؟!!
وهو ما انتج حاضر أكثر مأساوية وضياع وشتات ووهن وذل وارباك وغياب تام لموقف عربي رسمي قادر على مواجهة التحديات المحدقة بالامة وتبني الدفاع عن قضاياها وفي مقدمتها قضية الشعب الفلسطيني وتحرير أرضه ومقدسات الأمة من سطوة الكيان الصهيوني الغاصب ورفض سياسة الغرب الاستعلائية وفرض واقع جديد يقوم على أساس الاعتماد على الذات وصون حقوق وسيادة الأمة والتعامل الندى بين الدول واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها وفقاً للمواثيق والاتفاقيات والقوانين الدولية المعنية بنظم العلاقات الإنسانية …
ومستقبل محاط بمؤامرة صهيو غربية إيرانية لا أفق له ولا لون ولا وجهة سوى ظلام دامس تكاد لاترى فيه موطئ قدم لابناء الأمة ، الجميع يساقون إليه كقطيع ينطح بعضه بعضا دون إدراك ماذا بعد والى اين؟؟!! وكاننا أمام حقبة استعمارية جديدة هي الاسوأ من سابقاتها على الإطلاق زمنها القرن الواحد والعشرون؟!!
وهو ما يجعل المواطن العربي في حالة حيرة وذهول وإستغراب واحباط أمام ما آل إليه الوضع من وهن وعجز وخوار للأمة ؟؟!!!!
عبدالسلام السامعي.