العيسي تواضعه لمصلحة غيره، وأصراره في تحقيق الأهداف المرجوة، يجعلانه مجبر في تقديم الكثير من التنازلات
محمد جلال
في البداية أنوي التنويه عن أن هذا المقال هو تعبيرًا عن رأيي الشخصي وطبعًا رأيي هذا أو قناعتي أتت بعد بحث وتفكير كبير وطويل .
إذن لندخل في موضوع المقال وهو “المناضل أديب العيسي”، من خلال بحثي العميق وتمحيصي لهذا الشخص وجدت أن شخصيته والامكانيات التي يمتلكها قوية جدًا، وجديرة بأن تكتب في الكتب التي تذكر فيها الشخصيات البارزة في مجتمعنا والكوادر والعظماء، وللتوضيح “يقام بفعل هذا حتى لاينتسى تاريخ هؤلاء الأشخاص الذين استطاعوا وضع بصمات مشرفة لصالح وطنهم وشعبهم”، ولم أبالغ بقولي أن المناضل أديب العيسي جدير بأن يكون معهم في طيات تلك الكتب .
وبعد بحثي لهذا، وطبعًا أنا أعلاه كنت أتكلم بصيغة المضارع بمعني أديب اليوم أديب الأن حتى ولو كان مايمتلكه الأن وذكرناه هو اكتساب من الماضي، تعالوا نعطي الفرصة للماضي وما أسهله، ولذلك أنا أجلت ذلك، وسهولته تاتي بسبب أن الجميع يعلم ماضي المناضل أديب العيسي، ولكن لابد أن نذكره ولو بشكل مختصر جدًا، لكي نظهر مقصود هذا المقال للقارئ .
تاريخه مليء بالتضحيات، لم نعرف له سكوت أو صمت عن أي قضية وطنية تتبنى الظلم والإقصاء والاستبداد للشعب، خرج ضد الكثير من قضايا الظلم والاطهاد، وخرج كذلك للمطالبة باستقلال الجنوب بكل قوة وصلابة وبذل الكثير من الجهد، أعلم جيدًا بأنكم ستقولون هذا كلام مكرر لكن سيتغير رأيكم بإذن الله في نهاية المقال، لهذا نواصل بأنه أصيب واعتقل جراء خروجه وعانا أشد أنواع التنكيل، ولكن لم يثنيه ذلك عن الاستمرار في طريق تحقيق الأهداف المرجوة، ولم ييأس بالمطالبة بتحقيق العدل والمساواة وإيفاء الحقوق، وكذلك في حرب (٢٠١٥م)، الكل يعلم مواقفه ونضاله وتضحياته وماقدمه لأجل تحقيق النصر والدفع بأذناب إيران ومن تبعهم خارج حدود دولتنا حتى تحقق النصر بأمر الله وحوله وقوته .
والان وبعد كل ماذُكر أقف معك عزيزي القارئ مع مشهد ماذكرناه في الأعلى، ومطالبات هذا المناضل الاستثنائي والهامة الوطنية الكبيرة بمنصب محافظًا لمحافظة أبين، هنا نرى العجب هذا المنصب صغير جدًا مقارنتًا مع هذه الهامة الوطنية الكبيرة والشخصية البارزة، مثل هذه الشخصية لاتسعى أبدًا لشغل هذا المنصب، مثل هذه الشخصية يتم عرض هذا المنصب لها ولاتقبله، ليس تكبرًا ولا غرورًا ولكن هي عملية حسابية، التاريخ والخبرة السياسية والشخصية القيادية البارزة والامكانيات أكبر بفارق كبير مع هذا المنصب، وهذه الشخصية الكبيرة البارزة ستخدم الوطن في منصب أكبر وأعلى وسيكون عطاءها للوطن أكبر وستقدم الأفضل، أنا لا أنكر بانني انجررت وراء المطالبة به لشغل منصب محافظ أبين نعم، ولكن مع الوقت والأيام تتفتح البصيرة ونرى الحقيقة، والأن أنا أطالب وبالفم المليان كل من لديه القدرة على إنصاف هذه الشخصية الوطنية البارزة، وأعطاءه المنصب والمركز الذي يليق به ويليق بمركزه وبكل الامكانيات التي يمتلكها، وأخيرًا “ويليق بتاريخة النضالي المشرف الكبير والطويل”، وما غير ذلك فهو ظلم لهذه الهامة الوطنية الكبيرة والبارزة وهظمها وحرمانها من حق مشروع من حقوقها، وكذلك كبح أمكانيات وقدرات هذا الشخص الكبيرة التي من الممكن أن تتمكن بالأسهام في محاولة القيام بالأصلاحات والمعالجات وإيجاد الحلول، التي تسعى لحل الأزمات والصعوبات التي تواجه الوطن ومحاولة النهوظ به .
أما بالنسبة للمناضل أديب العيسي، فأنا أكاد أجزم أنه يعلم تمامًا كل ماذكرته سالفًا بالحرف الواحد، ولديه الشعور بالأستحقاق بمنصب أكبر وأعلى وأرفع وأرقى من منصب محافظًا لمحافظة أبين، ولكن نعود لعنوان المقال لنعرف السبب …
أولًا تواضعه لأجل مصلحة الغير وثانيًا والأهم والذي اتضح لي أنه لأجل أصراره في تحقيق الأهداف المرجوة في أبين قام بهذا وقدم التنازلات .
وهذا هو المناضل أديب العيسي سيقدم الكثير من التنازلات وسيقبل بأشياء تضره لكي يحقق أهداف مرجوة له ولمن سيتولى أمرهم .