ضع اعلانك هنا

عندما يكون الوطن، بالفعل، أغلى

هائل سلام

يحسب للإشتراكي، الكان دولة مترامية الأطراف، أنه تقبل الهزيمة العسكرية عام 1994، إذ تناسى أمجاد الدولة، أنحنى للعاصفة، وراح يلملم جراحه، متجها، من ثم، صوب النضال المدني السلمي، مبتدئا من تحت الصفر.

لم يعتبر الإشتراكي هزيمته، وهي مريرة، نهاية التاريخ ولا نهاية اليمن، إذ أختط لنفسه طريق آخر، معاكس لمنطق ” عليا وعلى أعدائي “.

لم يتطرف، نتيجة لهزيمته تلك، ولم يتحول أعضائه الى عصابات للقتل والتخريب، وهو الذي كان قد فقد كل إمكانات الدولة التي كانها، وفقد، قبلها، المئات من ألمع وأنبل كوادره، بإغتيالات غادرة، بالغة الخسة والنذالة والسفالة والحقارة والدناءة.

أكثر من ذلك، ومع كل ماترتب على هزيمته عسكريا، من ظلم وحيف وعسف، بحقه، كيانا وأعضاء، لم يتجه الإشتراكي الى الإنتقام، على أي نحو، بل راح ، يقلب أدبياته ممارسا بحق نفسه أقسى، أشجع، وأنبل، أنواع النقد الذاتي.

نتفق مع سياسات ومواقف الإشتراكي، ونختلف، غير أن ذاك التسامي منه، ملمح عظمة، يتوجب الإقرار به، والثناء عليه.

ضع اعلانك هنا