الحزب الإشتراكي: تيار المستقبل
تربينا في المدرسة الإشتراكية وتشربنا بأفكارها ولم نندم أو ننتكس … كنا صادقين لم نخدع أنفسنا ولا غيرنا ولازلنا أوفياء لماضينا ومواقفنا … الذي تغير هو العالم … عندما تبنينا النهج الإشتراكي كان ذلك من واقع فهمنا للعالم وتحديات بلداننا وعندما تغير العالم بقينا مبدئيين وواقعيين أيضا ولكن بغير الأفكار القديمة … الآن ندافع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان والتنمية والعقلانية والدولة المدنية … يمكن أن نجمل كل ذلك في تيار المستقبل … وهو ليس تيارا أيدلوجيا بل تيار إنساني معرفي … الصحيح عند هذا التيار هو ما أثبتت التجربة والمعرفة أنه صحيح … هو ما يتناغم مع مطالب الناس وأشواقهم . لسنا منشقين من انتماءنا لا نسبه ونلعنه كما يفعل المنشقون ،، ماضينا هو تراثنا نمجده ولكننا لا نعيشه واقعٱ … قد نجد ضالتنا أحيانا في تجربتنا ومعرفتنا للنهج الإشتراكي ولكن لن نقف عند هذا التيار فنذهب بالتالي بحثا عن المعرفة في مجال آخر … عالم الأيدلوجيات أي عالم الأفكار العقدية المسبقة قد ولى … فمن غير العقلاني أن تتناول واقعك وعالمك المتغير بنفس أدوات التغير والتطور السابقة والقديمة وكأن حائط برلين لا يزال قائما … أعود وأقول إن الذي تغير هو العصر وهو العالم ونحن ما زلنا على المبدأ وهو الانتماء للشعب والعقل والتحرر . يقول الشاعر الفرنسي كلوديل إن أجمل ما يمكن أن يقدمه الإنسان للعالم هو نفسه .. أي ثقافته .. ولهذا نحن مهتمون جدا في عصر العولمة أن نقدم بلداننا أعضاءا محترمين في المجتمع الدولي وليس أن نكون المعزولين فيه .
عبدالله عبده ناجي المخلافي ( ابوأثيل )