جاء في رواية “الطنطورية” للكاتبة الفلسطينية رضوى عاشور
الدكتور ياسين سعيد
“أغلب نساء المخيم كن يحملن مفاتيح دورهن تماماً كما كانت تفعل أمي. البعض كان يريه لي وهو يحكي عن القرية التي جاء منها. وأحياناً كنت ألمح طرف الحبل الذي يحيط بالرقبة وإن لم أر المفتاح, وأحياناً لا ألمحه ولا تشير إليه السيدة ولكنني أعرف أنه هناك, تحت الثوب “.
خمس وسبعين سنة من التهجير والشتات احتفظت فيها نساء فلسطين بمفاتيح دورهن تحسباً للعودة ، بقي الوطن في الذاكرة والوجدان ، وكان مفتاح المنزل هو التعبير المادي للذاكرة المكسورة والوجدان الملتهب ! فهل ينخدع فلسطيني اليوم ويغادر بيته ، كما خدع من قبل ؟
في حوار بين أفراد أسرة من سكان شمال غزة نشرته الجارديان البريطانية في عددها يوم امس الثلاثاء بشأن بقائهم أو مغادرتهم مسكنهم ، لم تتحمل الفتاة الشابة الجدل الذي قالت انه لا يمت بصلة للتجربة التاريخية التي سجلت أن كل من غادر منزله منذ النكبة ظل يسأل نفسه حتى اليوم عما اذا كان المفتاح الذي يحمله لا يزال صالحاً لفتح قفل المنزل !! ثم ، ما العمل لو أن القفل قد تغير ؟! لسنا على استعداد أن نستبدل وطننا بمفتاح ، فالحقيقة هي أن خروجنا سيكون بلا عودة !!