ضع اعلانك هنا

رسالة من شيوعي برازيلي إلى اليسار المحتار، يسار التسويات في العالم

رسالة من شيوعي برازيلي إلى اليسار المحتار، يسار التسويات في العالم

 

بقلم أديلمو فيليبي*

 

«..كما لو كان الأمر جديدًا، شعرت وسائل الإعلام البرجوازية، وحلفاؤها من اليمين و”اليسار” العالقين في التسويات، بأنهم مضطرون إلى إعلان الرفض الكامل للمقاومة الفلسطينية، أو القول بأنّ هذه القضية معقدة للغاية بحيث لا يمكن الانحياز إليها…!!
في لحظات كهذه، يمكننا أن نلحظ بوضوح كيف ينزعون الشرعية عن مقاومة المضطهدين، بحجة “نبذ العنف” المفترض الذي تمارسه الجماعات “الإرهابية”، ومن حسن الحظ أن كل المنظمات الماركسية، تقريبًا، وقفت إلى جانب الفلسطينيين، دون قيد أو شرط.
في ظلّ هذه الدوامة من العواطف والتفسيرات والروايات الإعلامية الكاذبة والجبن، كيف يمكن أن نتعامل مع هذه القضية من منظور شيوعي، مناهض للعنصرية؟
إنّ المقاومة ضد الأنظمة العنصرية، تاريخيًا لم تكن سلمية؟ فهناك الفدائي الذي لقّب بالإرهابي وسجن لعقود؟ وكذلك الرجل الأسود الذي حمل مسدسًا حفاظًا على سلامته؟ ”العقلانيون” نابذو العنف، يدركون أنه كان من الضروري استخدام القوة ضد الأنظمية القمعية، ولكن ألا ينبغي أن ينطبق هذا على الفلسطينيين أيضاً؟ بالتأكيد نعم.
تسعى ”إسرائيل“ جاهدة للترويج لنفسها على أنها “الدولة الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط”، أي أن “جميع الدول العربية الإسلامية، يقودها متوحشون لا يفهمون معنى الديمقراطية البرجوازية، ويرفضون الحداثة والحضارة، إنهم برابرة. يتمتع فيه المثليون بالحرية، فكيف تحب بلدًا كهذا؟
من السهل جدًا تقديم صورة جميلة عن بلد ما، من خلال إخفاء كل عناصر الهمجية التي صنعت تلك البلاد.
تأسست ”إسرائيل“ كدولة عرقية إقصائية بدعم من الإمبريالية في أرض محتلة بالفعل، وطردت مئات الآلاف من العرب الفلسطينيين وعزلت من بقي منهم، وضمّت مناطق خارج نطاق اتفاقيات الأمم المتحدة، وأثارت الحروب، وتعاونت مع القوى الرجعية في جميع أنحاء العالم، وحافظت على استمرارها بقمع أي إمكانية للتشكيك في وجودها. الأدلة والتقارير لا تعد ولا تحصى في هذا الإطار، حتى أنّ الحصار الاقتصادي على قطاع غزة، والدمار المادي والثقافي للشعب الفلسطيني، كله يحدث تحت شعار الديمقراطية البرجوازية!
نحن، الشيوعيون ومناهضو العنصرية، لا يمكننا أن نتردد في إدانة الديمقراطية البرجوازية. لقد كانت وستظل دائما أداة لقمع طبقتنا، على الرغم من الحريات الديمقراطية التي تحققت قبل أو أثناء وجودها. ففي نهاية المطاف، هل تتوقف دكتاتورية البرجوازية عن كونها دكتاتورية طبقية لمجرد أنها تحولت من العسكرية إلى المدنية؟ بالنسبة لنا نحن الماركسيين، هذا مستحيل. إن وهم “السلام الاجتماعي” ليس أكثر من تسوية يحتاج النظام إلى تعزيزها لتجنب تمرّد الجماهير.
تذكروا فقط أنّ أكبر الديمقراطيات في العالم الرأسمالي خلال المائتي عام الماضية: الولايات المتحدة والمملكة المتحدة. ولم يتم معاملتهم على أنهم ديكتاتوريين، لكن ذلك لم يمنعهم من استعباد واستعمار جزء كبير من العالم، بما في ذلك حتى يومنا هذا من خلال شركاتهم المتعددة الجنسيات التي تمتلك العبيد وابتزاز المؤسسات المالية.
رغم كل هذه الهمجية التي تستطيع «دولة القانون الديمقراطي» أن تفعلها، إلا أن رد الفعل كان باهتًا.. لقد رافق سفك الدماء كل الثورات التغييرية الاجتماعية.
الطبقات الحاكمة لا تتخلى عن سلطتها مجانا. وهذا يجب اقتلاعه بالقوة. ونحن، العمال الشيوعيون والمناهضون للعنصرية، لدينا أعلى الدوافع من بين جميع الحركات التي سبقتنا. نريد أن نبني عالما يصبح فيه الجوع شيئا من الماضي، وحيث يكون التشرد مجرد نكسة، وحيث يكون القمع مجرد موضوع للدراسة في مجتمع آخر لم يعد موجودا. نريد بناء عالم أفضل لجميع العمال، في المدن وفي الريف، بكل تنوعهم وخصائصهم. في هذا العالم الجديد، المستعمرون والعنصريون والإمبرياليون والرأسماليون غير مرحب بهم.
لا يمكن أن نؤخذ بالجبن. يجب أن نعلن الدعم الكامل للفلسطينيين النضاليين (وهذا لا يعني دعم برنامج حماس السياسي برمته أو دعم الأنظمة السياسية المحيطة)، وإدانة أي تردّد، وفضح الديمقراطية البرجوازية وعدم الخوف من انتفاضة الجماهير. دورنا هو التعاون مع التنظيم والوعي بالفصل. هذا هو دور الشيوعيين في البرازيل وفلسطين وفي كل أنحاء العالم، لأنه عندما يأتي دورنا، آمل ألا نبخل بـ “الإرهاب”!
عاشت المقاومة الفلسطينية!
تحيا الأممية البروليتارية!»
بقلم أديلمو فيليبي، الحزب الشيوعي البرازيلي.

ضع اعلانك هنا