عن عملية طوفان الاقصى
من السذاجة بمكان التصديق بأن أجهزة المخابرات الأمريكية و الإسرائيلية ما كان عندهم علم مسبق بتحركات عناصر حماس قبل 7 اكتوبر ، و ان ما حدث كان بالفعل مفاجأة فشلت امامها كل امكانيات العدو امام امكانيات حماس المتواضعة للغاية
فعناصر حماس لا شك تدربت اولا على استخدم الطيران الشراعي قبل ان استخدمته للهجوم على مختلف المواقع الإسرائيلية انطلاقا من مناطق مكشوفة حسب ما اظهرت الفيديوهات ، و كان ذلك عقب اطلاق رشقات صاروخية تجاوزت القبة الحديدية التي ادعى العدو انها تعرضت لخلل فني ، و بالتزامن استخدمت حماس الجرافات لهدم مسافات طويلة من الجدار الاسمنتي الفاصل بين مناطق الاحتلال و غزة
فأين كانت الأقمار الصناعية العسكرية المتطورة و طيران المراقبة المسير المخصص للرقابة الدقيقة على قطاع غزة و ما حولها.. هل كانت في سبات عميق حينها؟!
اين كانت الرشاشات التي تعمل بتقنية (يرى ثم يطلق) التي تعتلي ابراج عالية مخصصة لها ،
و عناصر حماس تدمرها كما اظهرت الفيديوهات.. هل تعطلت في الأثناء ام تم تعطيلها مسبقا؟!
الأهم من هذا كله ان التليفونات المحمولة اليوم صارت اكبر مصدر معلومات و أوثق جاسوس أمريكي ضد حاملها عبر نظام التشغيل (اندرويد) الذي لا زال حكرا امريكيا على كل تليفونات العالم تقريبا
فكلنا نعلم انه اذا تكلم احدنا حول موضوع ما و هو خارج الانترنت اساسا ، فبمجرد فتح شبكة النت على جهازه و البدء باستخدام اي تطبيق كالفيس و اليوتيوب فجأة يجد الاعلانات و الفيديوهات ذات الصلة بهذا الموضوع معروضة امامه ، ذلك ان ميكروفون الجهاز كان قد التقط الكلام في حينه ، بل انها قادرة حتى على قراءة افكار حاملها عبر خوارزميات الوجه
لذا بمجرد ورود كلمات محددة تهم المخابرات الأمريكية يتم مراقبة التليفون المحدد ، و تحديد موقع حامله…الخ
و من غير الوارد بتاتا ان أي من عناصر حماس و قادة الفصائل لا يستخدمون التليفونات ، و من غير الوارد ايضا ان المخابرات الأمريكية و معها الإسرائيلية لا يراقبون هذه التليفونات التي لا تحتاج مراقبتها الى ان تكون هي في وضع اتصال على نحو ما اسلفنا ذكره!
لذا من الواضح ان العدو أراد التضحية بسمعة إمكانياته بشكل مؤقت كي يتخذها مبررا للقيام برد يكون كافيا لأن يستعيد كامل اعتباره و زيادة
و هذا الرد بالطبع لن يكون بأقل من تصفية القضية برمتها تحت ذريعة القضاء على حماس ، ( و قد اتضح هذا الأمر جليا أمام العالم ان بتصريحات قادة العدو او بأفعال قوته)
ثم لن يغفل بعد مدة عن تسريب معلومات لوسائل الإعلام تفيد بأنه كان على علم مسبق بتحركات عناصر حماس
على ان صمود الفلسطينيين داخل ارضهم مهما كان الثمن الى جانب صمود مصر و الأردن في رفض تصفية القضية و حلها على حسابهما… هم فرسان الرهان و رأس الحربة في إفشال هذا المخطط…
و من ثم تثبيت ما حدث في 7 اكتوبر على انه انجاز تاريخي للمقاومة الفلسطينية ، و وصمة عار لا تمحى في تاريخ جيش و مخابرات العدو ، و رد كيده الى نحره.
عيسى عبده علي