الكاتب عبدالسلام القيسي
فعلاً، الطريق شريان الحياة، فبعد شق وسفلتة حوالي ٨٠ في المئة من خط الكدحة صار ساحل المخاء متنفساً كاملاً لتعز ..
عاشت تعز سنوات الحرب والحصار محصورة بين وحشية المحاصِر ومقت المنافذ الأخرى، تعيش بدائرة مفرغة من الجنون ونقد الذات،وتبقى رغم كل ذلك مدينة تعز صلاة الناس،نسكهم ومحياهم..
تعز صارت الآن أفسح، وأنفاسها العطرة تهدهد البحر، وعبر الكدحة تواصلت الجهات، وتوطدت الأواصر، فالطبيعة هي العائق الكبير أمام دمج شيئين، وعند زواله هذا العائق،يصيران واحداً، بهوى واحد،فكلما تسهلت سبل المرور بين مدينة وأخرى،سهل وجبل،تمازجت الرؤى وتوحدت الأهداف، فقبل كل معركة هناك ذهنية يجب أن تتوحد في سبيل الغاية، وهذا ما حدث بين الساحل وتعز،ولكأن الطريق الجديد المتغلب على حصار الكهنة باباً فتح من السماء،بين شيء وذاته،بجد.
هذه الأشهر الأخيرة، وأنت في شارع الحالي بالمخاء تلتقي بكل الأصدقاء والرفاق، الذين تلتقي بهم من قبل في شارع جمال بتعز،وفي مطعم الحيسي تجدهم صدفة كما كنت تجدهم بمطعم السعيد،وعلى شاي الشجرة يطوبرون كما لو أنك ألتقيت بهم في الشعبي،وبمقتبل البحر تلمح صدفة رفاقك كما تلمحهم من قبل في جبل صبر والضباب
قبل أعوام، كلما رن تلفوني وأنا في المخاء لا أفكر أن أحدهم من مدينتي وصل المخاء،ويريد أن نلتقي،فوصول أحدهم معجزة،ليس لعائق ما،بل لذهنية مسورة بالغلط،ولعائق الطبيعة،ولكنك الآن وأنت تشاهد وميض الهاتف،كلهم من القادمين الى المخاء،جديداً،وتفرح
الصورة للمقطع الأخير من خط الكدحة،جهة الوازعية،وأما المقطع الأول،إنتهى سفلتته،والآن العمل جارٍ على هذه الجبال وشقها بجدارة
من صفحة الكاتب على فيسبوك