عن دعوة الزنداني للتطبيع مع مليشيات الحوثي
من ذا الذي كان ينتظر موقفاً من عبدالمجيد الزنداني غير دعوته إلى تطبيعٍ مع ميليشيا الحوثي الإرهابية. افتى الرجل للخُمس مبكراً، وفر في أول خطرٍ تعرضت له البلاد.
تنقل بين عواصم البلدان بحثاً عن رغد العيش، لم تعد اليمن تناسبه وهي تعاني من الحرب والإرهاب والفقر الذي أرهق كاهل المواطن بفعل حرب ميليشيا الحوثي على اليمنيين.
هناك، التزم الصمت، لم ينبس بكلمه واحدة، هو لا يتحدث إلا عندما تكون البلاد مستقرة، يطالب بتلبية رغباته ورؤيته فقط، مالم فالسلطة “فاسقة”.
فعل ذلك مرات كثيرة، وخاض معركة ضارية لشرعنه زواج الصغيرات، وأخرى مماثلةٍ ضد مخرجات مؤتمر الحوار الوطني، واجه كل جهدٍ سعى لبناء دولة المؤسسات، مطالباً بدولة إسلامية على مقاسة، السلطة تحت اوامره تنفذ ما يريده.
لم يكن جمهورياً في يومٍ من الأيام باعتراف زميله عبدالله العديني. هاجم الرجل وهو من اشجع كوادر الإخوان في الحديث عن مشروع الجماعة، ثورة سبتمبر المجيدة وكان الزنداني أحد الساعين إلى القضاء عليها. ذكر زميله ذلك وهو يتحدث في سياق تشكيل جماعة الإخوان لمواجهة ثورة السادس والعشرين من سبتمبر المجيدة.
ثمة عداء اذا بينه وبين النظام الجمهوري، ولا يرى أي قداسية لمعركة اليمنيين من أجل هذا النظام الذي حررهم بما فيهم الزنداني نفسه، من الجهل والاستعباد وشيد مؤسسات الدولة التي استطاعت تلبية خدمات المواطنين وضمان حقوقهم.
ليست المعركة الوطنية أولوية بالنسبة له، ولا يرى مشكلة في خضوع اليمنيين للمليشيا الحوثية، بل أنه كان قد بادر بذاته يوم افتى بدفع الخمس لسلالة عنصرية، تريد انتزاع ما يجنيه اليمني بعرق جبينه وهو يكفاح من أجل الحياة.
يدعو إلى ترحيل ما اسماه الخلافات. ذاك شأنه، أما اليمني فقضيته الوطنية تتصدر اهتمامه وبعدها تأتي بقية القضايا. هذا موقف كل وطني ينتمي إلى بلاده في اليمن وكل الدول الأخرى، الخطأ أن تتصدر قضية أخرى غير قضية بلادك، قائمة اهتمامك.
لا يمكن لليمني الذي ينتمى إلى تراب بلاده قولاً وفعلاً، أن يصالح أو يخضع للمليشيا الحوثية أو حتى يرحل قضيته من أجل قضية أخرى. يخوض كفاح مقدس، ولن يتوقف إلا بإعادة الاعتبار للجمهورية واجتثاث ميليشياالحوثي الإرهابية.
ادونيس الدخيني