*الجهاد في المفهوم العام *
لست هنا بصدد الافتاء ولكن من وجهة نظر عامة وقراءة تحليلية لحال الأمة المتشضي والمربك إلى حد كبير في ظل فقدان شبه تام لأمل بالخروج من هكذا وضع مزري .. يتوازا ذلك مع عدم وجود تفسير واضح لمفهوم شامل لمعنى الجهاد الإسلامي وانحصاره على حمل السلاح وتكفير الآخر من قبل جماعات لاتفقه من الدين سوى التعصب والاسراف في القتل والطاعة العمياء لولاة زرعهم أعداء الأمة واتخذوا من الدين مظلة لتفيذ مشاريعهم الهدامة والدفع بالامة في اتون حرب وصراعات بينية تاكل بعضها بعضا..
إن المفهوم العام للجهاد هو بذل الجهد والعمل المتواصل بكل الوسائل التي من شأنها خدمة الإنسان وتنميته وتطويره في شتى المجالات ..
والجهاد ليس مقتصر على باب الدين وحسب ولكنه يشمل كل جوانب الحياة كما ان الجهاد الإسلامي لايعني محاربة أعداء الدين والأمة بالسلاح وحسب. ولكنه جهاد بناء المجتمع ثقافيا، وفكريا، واخلاقيا، وعلميا، وعمليا، وتكنولوجيا، و… لخ يعني مواكبة العصر وفرض مكانة الأمة والمجتمع وحضورها، بكافة قدراتها العصرية..
الدين شامل للحياة والاسلام يقوم على اساس استراتيجية الردع بالنسبة لمواجهة العدو وهو ما نفتقر اليه اليوم ونغيبه!!! حيث يقول تعالى (واعدوا لهم استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم… صدق الله العظيم ) ولم يقول تقتلون به عدو الله وعدوكم.. لذلك كان الحث على الاعداد والتجهيز والتمكين امر في غاية الأهمية لردع العدو ومنعه من التفكير بالاعتداء على الأمة..
ليس صحيح ان يقتصر الجهاد ويختزل في مسألة حمل السلاح واعلان الحرب على العدو وانت محطم من الداخل ثقافيا، وفكريا، واخلاقيا، وعلميا، فالجهاد أوسع واعمق واشمل من ان يعني اعلان حرب..
للأسف الأمة العربية تفتقر اليوم لروح الجهاد البناء والسليم الذي اراده لنا الله وحثنا عليه وذهبنا في اختزاله بمفاهيم ضيقة وعقيمة جعلت الأمة في حالة وهن وضعف وشتات في كافة المجالات السياسية، والفكرية، والاقتصادية، والعملية، والعلمية، والعسكرية، والامنية،. و…. الخ
وضع يندى له الجبين ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم.
عبدالسلام السامعي