ثورة فبراير ،، والثورة المضادة
*رؤية بعيون ثوار فبراير*
*د. عمـر العـودي*
عندما يبدأ الحديث عن ثورة فبراير ويجر الحديث الى حديث عن الربيع العربي هناك بعض الاصوات التي يطغى عليها الحقد والتعصب ضد ثورة فبراير من اولئك الاشخاص الذين كانوا في لحظات الثورة الحرجة في مدرجات المتفرجين وينتظرون ما قد يحصلون عليه من منافع ذاتية تعود على جيوبهم من ثورة فبراير كعادتهم من انتهاز اي فرص الانتفاع من اي تغيرات ، والبعض الاخر كان في صف الثورة المضادة بالاجر اليومي ينتفع بما كانت بطانة النظام تنفق في تسيير المظاهرات المضادة للثورة وهذه الاصوات لا تتردد في استخدام القدح والذم بأقذر الالفاظ التي تفيض من المستنقعات التي تعودت العيش فيها، وبالمقابل يتم التباكي على النظام الذي اسقطته ثورة فبراير و تتمنى ان يعود راس النظام او على الاقل من بقايا العائلة التي تتسكع في ملاهي دبي وبلدان اخرى ليبعث النظام من جديد لكي تجد هذه الاصوات نفسها التائهة التي لم تتعود ان تعيش بمعزل عن الخضوع والعبودية لسيدها الذي يعلفها ولم تصن حتى الجميل لسيدها اذ تخلت عنه في لحظات عندما كان بأمس الحاجة اليها لتدافع عنه وتركته يواجه مصير لايحسد عليه، كان ذلك على الاقل يفترض ان يكون من باب الاخلاق و الوفاء الذي اثبتت الايام ان هذه الصفة معدومة عند تلك الاصوات و هاهم اليوم انفسهم قد وجدوا سيدا جديدا يعملوا خداما له وينتفعون بما قد يتفضل عليهم، هذه الاصوات لم تتعود ان ترى ذاتها حرة وصانعة للحدث من اجل الوطن او بعيدة عن منظومة النظام البائد الفاسدة ومن الطبيعي ان تسمع مثل هذه الاصوات وغير الطبيعي الا تسمعها ، لاسيما وان نظام عفاش قد جمع حوله البطانة ذات الميول النفعية التي لا ترى الوطن الا من خلال حساباتها البنكية وجيوبها التي تتدفق اليها عطايا عفاش السخية التي اختفت نسبيا بمجرد سقوط الزعيم ولازال هناك من الحاشية والبطانة الفاسدة لنظام عفاش تدفع لتلك الاقلام التي تعودت على جني الاموال بهذه الطريقة التي لا تمتلك المعايير الاخلاقية والوطنية وتجعلهم على نفس الوتيرة ماضون دون تراجع او تقييم للمتغيرات التي لم. تعد تقبل الاصغاء لنفس الاسطوانات المشروخة لا سيما وان الزعيم قد ظهرت سوءته في اكثر من مره ، المرة الاولى عند اعتزامه توريث الحكم لنجلة وحصره في عائلته ولم تسمع لأصوات البطانة اي صوت لمراجعة الزعيم وتنبيهه ان محاولات توريث الحكم ليست بالعمل الحكيم بل صرحوا بعلانية حول قلع العداد بعد انتخابات عام 2006 التي تم تزويرها والغاء الفوز المستحق للمرشح المنافس فيصل بن شملان واستباق اعلان نتيجة الانتخابات بدون فرز الاصوات في صناديق الاقتراع والسوءة الثانية عندما تحالف مع مليشيات الحوثي وسلم الجمهورية على طبق من ذهب للنظام الملكي الكهنوتي انتقاما من الشعب اليمني الذي لم يعد لديه القدرة على تحمل فساد عفاش وبطانته ،. اما السوءة الثالثة فهي استثماراته في الامارات التي دخل بها مع هذه الدويلة كشراكة استراتيجية التي يمول هذه الاستثمارات من الاموال المنهوبة من اليمن واعتبار اليمن كملكية عائلية وتنازل عن ميناء عدن وقدم وعود للإمارات في سقطرى والجزر اليمنية وارض الجنوب بعد ان اكمل نهب مؤسسات الدولة واراضي الدولة ولازالت بطانته الى اليوم تتشدق بالوطنية الزائفة وتحاول تلميع قبح النظام من خلال القدح والتشويه لثورة فبراير لذلك نقول لكل تلك الاصوات مهما قدحتم في ثورة فبراير فلن تنالوا من اهدافها وتضحيات شبابها الاطهار. ولن تستطيعوا ان تعيدوا التاريخ الى الوراء فثورة فبراير قد تكون خسرت المعركة الاولى وقد تكون لم تنجح في تحقيق الاهداف ولكنها لم تفشل و وستستمر مستفيدة من الدروس التي تعلمها شباب الثورة الذي يرتفع لديهم اليوم مستوى الوعي وحتما سيقوى عودهم وستعود الثورة من جديد ولن تتوقف حتى تحقق جميع اهدافها في التخلص من الظلم والاضطهاد والفساد وستناضل من اجل تحقيق الدولة المدنية الحديثة التي تكفل المواطنة المتساوية والتبادل السلمي للسلطة عن طريق صناديق الاقتراع وستظل هذه الاهداف ماثلة امام شباب فبراير وكل الشرفاء من ابناء اليمن مهما زاد ضجيج تلك الاصوات الانتهازية التي لطالما تجرع الوطن من مأسي بسببها.