عن نائف الوافي
الكاتب شوقي نعمان
منذ الإطلالة الأولى التي ظهر فيها متسلحًا بصوفية ابن علوان ونبل أبناء الريف في محبتهم وشجاعتهم وتسامحهم وهمومهم الثقيلة ووطنيتهم الصادقة ونضالهم الممتد من أصالة أجدادهم ومدارسهم، هكذا مثله مثل أي شاب حمل هم بلاده وغادر بها إلى كراسي السلطة وأصحاب القرار صارخا في وجوه الجميع “نشتي نعيش” نشتي دولة” هكذا بلهجته العامية وتقاسيم وجهه الغاضبة وصدق مطالبه، وعدم استسلامه لكل التهديديات والعروضات المغرية وعدم استسلامه طيلة سنوات الحرب والاكتئاب الذي رافق كل الشباب اليمني،
نائف الوافي رائد الوعي المجتمعي ، وصاحب التغيير الحقيقي الملائم لمنطلقات الحداثة والتنوير،
يعد نائف الوافي نموذجًا للشباب اليمني الناضج بعقليته المستنيرة ووعيه الثوري،
أيقظ نزعات الكثير من الشباب، وغرس في أذهان الملايين أبجديات التغيير والتقدم في المضي نحو تحقيق الحياة العادلة والمتساوية وتوفير الخدمات الأساسية ومتطلبات العيش الكريم.
لم يتوقف عن صراخه وثورته في تحسين مستوى الخدمات في مدينة تعز، ولا عن المبادرات المجتمعية والشبابية ولا عن قضية الجميع المتمثلة في توفير تيار كهربائي يضيء حياة خمسة ملايين نسمة، ظلمتهم الحرب وسرقت منهم شوارع طويلة كانت سكنًا للعشاق والمجانين والهاربين من الحرب.
يصرخ نائف وحيدا مع بعض رفاقه لأجل مدينة بأكملها و خلفه جيش صامت أقرب للخذلان من النصر.
أعرف كيف قست الحرب كثيراً على تلك المدينة، لكني لا أعرف أي نوع من اليأس أصاب أهلها ليتوقفوا عن المطالبة بحقهم المشروع مع أن الحكمة تقول:
من الفاعلية أحيانا أن يكون ضميرينا مثل هاتفٍ لا يرن، ولكنه ما يزال موصولا بالحرارة.
تعرضت هذه المدينة للخذلان السياسي والتهميش الاقتصادي وهي من صرخت وتصرخ في وجه الفساد والظلم…
في تعز غابت أصوات كثيرة وظهر صوت نائف حاملا لهموم المدينة وسكانها، لا أمتدح نائف بقدر ما أمتدح السمو والنبل والطريق الشاق الذي يسلكه لأجل مدينة تعيش حربًا مدروسة ومرسومة.
صديقي الذي تجمعني به الطريق والحلم والمحبة والشوق؛ لتعلم أن هناك رسالة أعتزّ بها من صديق وهي أن كل شيء في الوقت نفسهُ من أيام وأوقات وضوء، هي أشياء هائلةٌ وعظيمة تمجدُ مشروع الصداقة القائمة إلى أبد اللحظة والوجود، والتي لن تنتهيَ صلاحيتها، وستستمر تحت ضوء الشمس.
لمدينة الله والمحبين ومهبط الشعر والمتصوفين
سلام ودعوات وصلوات وكهرباء
ولنائف الوافي عظيم التحايا واحترام الملايين وثقتهم وتأيدهم لكل ما تصبو إليه.
محبتي الكبيرة
شوقي نعمان