قوات درع الوطن هي الدرع الحقيقي
(بين رمال الصحراء وقسوة الحياة، تشرق شمس الإنسانية من أيادي “قوات درع الوطن”).
رشيد سيف
عدت للعمل في التحرير الصحفي منذ أيام، وكنت قد ذهبت في استراحة مفتوحة تجاوزت نصف العام بين تعز وعدن، المهم ذهبت في هذه الإجازة رغبة مني في أخذ قسط من الراحة والهدوء وثانيا رغبت بالهروب من قسوة الحياة في هذه البلاد بالطول والعرض وأخبار الموت والويل اليومية التي كانت تتدفق ولا زالت إلى اليوم، مع الأسف.
في الحقيقة، ثمة أمل يحلق بالقرب منا. وصلت أمس وقبل الأمس أخبار باعثة للحياة، أخبار عن درع حقيقي يسند الناس ويسهل أمامهم الخيارات.
كلما تأملت صور الخيام التي وضعتها قوات درع الوطن في منفذ العبر الحدودي مع السعودية من أجل احتواء عشرات وربما مئات المسافرين العالقين و القادمين من مدن ومناطق مختلفة في البلاد، كانوا في طريقهم إلى العمل والعمرة والحج، وتقديم القوات كافة الاحتياجات لهم، يصلني شعور مكثف بحقيقة الدرع وبقيمه وبهدفه وإنسانيته.
اقشعر بدني أيضا وأنا أشاهد لافتة كتب عليها “قوات التحالف وقوات درع الوطن ترحب بكم”، وأكتب هذا احتراما للشعور الذي وصلني من هذه القوات التي تنتمي للوطن وحسب.
منذ سنوات طوال ونحن نخشى ونخاف من التشكيلات الموزعة في أنحاء هذه البلاد، هذه التشكيلات جعلتنا نخاف من أمور كثيرة، نخاف من الحسابات، التقييم، التصنيف، ومن جذورنا الحقيقية، وتوجهاتنا وطموحنا ومن مهنا حتى!
جاءت هذه الأخبار المتتالية والجميلة عن قوات درع الوطن، جددت طاقتي تجاه الحياة، منحتنا شعورا نفتقده منذ سنوات. نعم، أن تسافر في طريق ما وأنت لا تخشى السفر ولا طوارئه، هذا الحلم الكبير الذي ندعو لأجله، لأننا بصراحة تعبنا وأنهكتنا مخاوف السفر، رغبة الآخرين ومن حولنا في خرق القانون والمبادئ السليمة في هذه الحياة.
في حضرموت، وفي المنفذ تحديدا، كانت وزارة النقل في الحكومة، قد منعت عبور السيارات الخاصة لأيام محددة، كخطوة اضطرارية لتفادي الازدحام ومنع استمرار التدفق صوب السعودية، شعر الناس وأهاليهم بالانزعاج، فحضرت” قوات درع الوطن” وأذهبت عن المسافرين البأس، وهذه صورة أخرى تأملتها كثيرا، تظهر اثنين من المسافرين وهم يشربون الشاي وكأنهم بنزهة في خيال ما.
في منفذ الوديعة، يقف أبطال “الدرع ” كبوابة أمل للمسافرين العالقين، وفي المقابل ومع حلول شهر رمضان وتشظي ظروف العيش في خور عميرة بلحج، دفعت قوات الدرع بقافلة لمساندة الناس وقد ضاقت حياتهم وظروفهم، ما يجعلك ترى القافلة وكأنها جسر يربط بين الحياة والموت.
قبله بيوم، وفي صحراء العبر، تنقذ “قوات الدرع” أسرة مسافر تعطلت سيارتهم وتقدم لهم المساعدة وتعيد لهم الأمل بعودة واجب الجيش والنظام والقوة.
هذه الأخبار حول الدرع، أثارت شجني لرؤية جيش يساند الناس دون تمييز وتطرف، شجعت إحساسي كمواطن منذ سنوات لم ير أيا من هذه الإيجابيات، وكلي ثقة أن الدرع هو الدرع الحقيقي لا درع الشعارات والزيف.
مجددا، عدت للمرة الثانية لسماع الكلمة الأولى لقائد قوات درع الوطن، العميد بشير الصبيحي، والصبيحة تبدو وكأنها المخلص لهذه البلاد، لقد رسم الدرع مسارا حقيقيا وواضحا يخدم الوطن وحسب، ويضم كل الخيارات التي غيبتها الأطراف وحرمنا منها.
أخيرا… تحية من القلب إلى أبطال “قوات درع الوطن” على كل ما يقدمونه من أجل الإنسان في كل مكان…